المقالات

درس من الرياضة في السياسة


( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )

لم يكن الفوز الكبير الذي حققه المنتخب الوطني العراقي على المنتخب الاسترالي المرشح القوي لخطف البطولة الاسيوية بنسختها الرابعة عشرة بالحدث الرياضي المجرد من محتوياته وحيثياته السياسية والاجتماعية والإعلامية، بل لو كان الأمر كذلك فبالتأكيد فان العراق سيكون عاجزاً ليس عن المشاركة في بطولات قارية كهذه وانما عن تشكيل فريق يحمل اسم وراية هذا البلد الغريب في قوته واصرار أبنائه وشرائحه الاجتماعية المتعددة.لقد لاحظ العالم الدس الاعلامي الكبير الذي راح يُجري محاولات اسقاطية وهمية على هذا الفريق وكيف اراد ان يظهر فريقنا على انه عبارة عن خليط غير متجانس يعاني من التشظيات والانقسامات والاسقاطات التي تزدحم بها الساحة السياسية العراقية حسب وصفهم، وقد امتد هذا السيناريو الى الحدود التي اوجد فيها ذلك الاعلام انقسامات طائفية وعرقية بين لاعبينا الذين ضربوا اروع الامثلة ليس بقدراتهم الفنية فحسب انما في الظهور بالروح العراقية الواحدة التي تسكن الجسد العراقي الشيعي السني الكردي التركماني الاسلامي المسيحي الواحد.

وقد جاءت المباراة بعفويتها الأكيدة لتوفر على خطابنا الاعلامي والسياسي مشقة الدخول في مواجهة لا نعتقد بصحتها وليس لدينا الوقت الزائد لمنعه اياها، فالأداء الوطني ولن اقول البطولي لفريقنا وإصراره على الظهور امام العالم بصورة الكتلة الوطنية الواحدة التي لا هم لها غير العراق قد منح فريقنا شرف تمثيل بلاده في المحافل الدولية، بل ان ربما انه شكل بتلكَ الوجوه ذات التعددية العرقية والمذهبية برلماناً عراقياً حقيقياً لا يوازيه أي برلمان اخر، اظهرَ ليس فقط انماطاً من انماط وحدتنا الوطنية بل وانماطا اخرى من التحدي والاصرار المكمل للارادة العراقية التي لن تقبل بغير التغيير الجذري لكل الانماط السياسية والاجتماعية والثقافية والرياضية التي ظلت جاثمة على صدور العراقيين منذ اكثر من ثمانين عاماً.

العراقي في بانكوك ان كان هوار او يونس او نور او قصي هو نفسه العراقي في بغداد الذي يخوض التجربة العراقية الجديدة والاثنان معاً، هما كل العراق ابتداء من دهوك واربيل والسليمانية مروراً بالموصل والرمادي وتكريت عبوراً الى ديالى وكركوك وبغداد وامتداداً مع بابل والديوانية والسماوة والناصرية والبصرة واستكمالاً مع النجف وكربلاء وواسط وميسان وانتهاء بكل مدينة وقصبة وقرية ومحلة وزقاق وشارع عراقي.

هذه المسيرة العراقية التي انطلقت في التاسع من نيسان عام 2003 ستبقى الحد الفاصل بين زمنين: زمن ولى الى غير رجعة، واخر حاضر وقادم حضور التاريخ العراقي الذي يزداد شموخاً كلما يغادر محطة من محطاته الألفية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك