المقالات

الشراكة: أقوياء باحثين عن المستقبل

841 21:09:30 2014-05-12

ضياء رحيم محسن

بما يزيد عن 60% من مجموع عدد الناخبين الذي يحق لهم التصويت ، في إنتخابات مجلس النواب لعام 2014؛ خرج العراقيون للمرة الأولى بعد خروج قوات الإحتلال من العراق؛ ليصوتوا الى أعضاء مجلس النواب القادم، ومن خلالهم يمنحوا ثقتهم بالحكومة القادمة، هذه الحكومة التي يأمل كثير منا أن تكون أفضل من سابقتيها، واللتين طغى عليهما المحاصصة والطائفية والتشضي، الأمر الذي أثر سلبا على عمل السلطتين التشريعية والتنفيذية، فما هو شكل الحكومة التي يتمنى المواطن أن يراها، وهي تقود البلد؟
سؤال بالقدر الذي هو سهل، فإنه ينطوي بين ثناياه على مطبات كثيرة تعيق تحقيقه، والسبب في ذلك، أن الكتل السياسية المتنفذة، لا زالت تحكمها نظرية المؤامرة من الطرف الأخر، ومن ثم تحاول أن تحقق ما تعتقده مكسبا من الحكومة في أي فرصة تجدها سانحة أمامها لتحسين صورتها أمام جمهورها.
جميلة هي الشراكة، بحيث أنك تراها في وجوه عديدة، فالشراكة بين الزوج زوجته، وهي أقدس الشراكات المعروفة في مجتمعاتنا الشرقية، والشراكة التجارية بين إثنين أو أكثر من الأفراد أو الشركات، والتي تهدف الى توجيه عملهما في السوق التجاري؛ بما يحقق إحتكار السوق وتحقيق أعلى العوائد المالية، وهناك نوع أخر والذي يهمنا اليوم، وهو الشراكة السياسية، والتي تهدف فيما تهدف إليه تحقيق مصلحة عليا للبلد. 
أمام هذه المطبات يخرج زعيم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، بمشروع حكومة شراكة الأقوياء، في قبال حكومة الأغلبية السياسية التي ينادي بها السيد رئيس الوزراء في برنامجه الإنتخابي، حكومة الشراكة الوطنية؛ والتي تمثل أقوى الأطراف في التحالف الكوردستاني، بالإضافة الى المكون السني، الشراكة التي لن يكون فيها مكان لأي شخص أن يحاول أن يتفرد في حكم العراق، ومن غير تهميش لأي مكون أو إستئثار بالحكم، بما يجعل الكابينة الحكومية تعمل كفريق متجانس، يعمل على إتخاذ القرار بصورة مشتركة تنهي الأزمات التي عصفت بالبلاد.
ينادي البعض بالأغلبية السياسية، وهي ليس أكثر من تحالف سياسي ذي مصالح مؤقتة للأطراف المتحالفة فيه، بحيث أنك تلاحظ بأن سلطة كل طرف في هذا التحالف تتحدد بحسب وزنه وأهميته، ومثل هكذا تحالفات لا تعمر طويلا، وخير مثال هو إتفاق أربيل الذي تشكلت على ضوءه الحكومة الحالية 
شراكة الأقوياء التي يبحث عنها الحكيم، هي الشراكة التي لا يتغر من وراءها المشاركون في الحكم، بما لديهم من قوة، قد تودي بهم الى مزالق خطرة، وتعني أيضا شراكة لا وجود فيها للعصبية والطائفية والعرقية؛ وهو الأمر الذي إن حصل فستنتج حكومة عرجاء تكون حصيلته حكومة سيئة الإدارة، مسلوبة القرار، الأمر الذي ينقلب شرا على المواطن، نريد شراكة الأقوياء، كونهم سيكونون الأمناء على ثروات البلد وإقتصاده، بحيث يسخرونها للإستثمار في بناء الثروة البشرية أولا؛ والإستثمار لإعادة بناء الإقتصاد الوطني ثانيا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك