المقالات

شِعارُهُ علوي..فِعلُهُ أموي

1401 16:18:15 2014-05-10

نـــــــــزار حيدر

لا تحدّثني عن دينك، دع فعلُك يتحدث عنه، فقد تكون ممن يتاجر بالدين، لا ادري، او قد تكون ممن قال عنهم سيد الشهداء (ع) {الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درّت معائشهم، فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون} او ممن لبس الدين كالفرو مقلوبا.

حدثني من اثق به قال: تقدمت معه لاختبار التعيين كقنصل عام في احدى سفارات جمهورية العراق، ولقد حالفني الحظ لانجح في الاختبار، اما صاحبي فقد سقط بالاختبار، فاتصل بي هاتفيا ليشتم كل المسؤولين في الدولة، بمن فيهم الحزب الذي ينتمي اليه وقياداته ورموزه وتاريخه العتيد وكل ما يتعلق به من اسم ورسم ورمزيّة، ثم عرج على الله تعالى ليكفر به وبالسماوات والأرضين والرسل والأنبياء وبكل ما هو مقدس، وقبل ذلك كان صائما قائما لا يترك فعل المستحبات فضلا عن الواجبات.

لقد انقلب على كل مقدساته بمجرد ان فشل في نيل ما كان يتمناه، ناسيا او متناسيا انه يدعي التدين والالتزام بنهج الامام علي (ع) الذي كانت الإمرة عنده كعفطة عنز الا ان يقيم حقاً او يدحض باطلا، فما بالك بالسفارة او القنصلية!!.

كثيرون يتظاهرون بالتدين، بل يتظاهرون بالانتماء الى علي (ع) الا ان أفعالهم أمويّة، ولذلك ورد عن رسول الله (ص) قوله {لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم وصومهم وكثرة الحج والمعروف وطنطنتهم بالليل، ولكن انظروا إلى صدق الحديث وأداء الأمانة} وقول المعصوم {لا تنظروا إلى طول ركوع الرجل وسجوده، فإن ذلك شيء اعتاده، فلو تركه استوحش لذلك، ولكن انظروا إلى صدق حديثه وأداء أمانته} فالكثير منهم تحولت العبادة عندهم والتظاهر بالدين والانتماء الى المذهب عادة اعتادها لا يقدر على هجرانها.

ان الانتماء الى علي (ع) وإذ تمر علينا اليوم ذكرى ولادته المباركة في جوف الكعبة، انتماء الى منهج وخط وسلوك وأسلوب، في الأخلاق والسياسة والإدارة والحقوق والتنمية والحكم وفي كل شيء، فلا يمكن ان تدعي الانتماء اليه باللسان واسلوبك في الادارة أمويّ النزعة، او ان تدعي الالتزام به وطريقتك في الحكم تنطبق عليها مواصفات السلطة عند معاوية، وهكذا، فإما ان تكون علويّا في الفكر والمنهج والأسلوب والأدوات والطريقة وفي كل شيء، او ان تكون أمويّا تنتمي الى معاوية في كل شيء، اما التبعيض فتختار من علي (ع) شيئا وتستهوي من معاوية أشياء اخرى، فذلك قمة النفاق وازدواج الشخصية، لان علي (ع) ومعاوية نقيضان لا يجتمعان في شيء ابدا.

ان الانتماء الى علي (ع) التزام بنهج، كما ان الانتماء الى معاوية التزام بنهج، اما ان ننتمي لعلي (ع) بالهوية ونلتزم بكل ما يعاكسه بالمنهج، فهذا يعني اننا ندعي الانتماء اليه، اما النهج فاموي بامتياز. انهما نهجان متناقضان لا يلتقيان، فاما علي (ع) واما معاوية.
لقد تميز الامام (ع) بكل التفاصيل فضلا عن النهج العام، ولذلك يكذب من يدّعي ان الامر لُبّس عليه فاختلطت عليه الامور فاخذ من هذا شيء وأخذ من الاخر أشياء.

ان نهج الامام واضح وهو لم يدع أمرا من أمور الحياة والشأن العام الا وتحدث فيه او كتب عنه، ولذلك فان من يخلط بين النهجين فإنما يتعمد ذلك، انهم الذين يدّعون الانتماء للإمام اما نهجهم فأموي يتقمصون شخصية معاوية عمدا، ربما لانه اقرب الى هوى انفسهم من الامام ونهجه وسيرته.
انهم يعلنون الانتماء الى علي (ع) مجبرين بسبب البيئة او العائلة او لأغراض السياسة وواجبات الدعاية الانتخابية، اما نهجهم فاموي يختارونه بملء إرادتهم.

ولعل من أشد ما نحتاجه اليوم في نهج الامام هو الحقوق التي يجب ان نصونها لأنفسنا كما نصونها لغيرنا، ولقد تحدث الامام (ع) عن ذلك بقوله:
أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ جَعَلَ اللهُ لِي عَلَيْكُمْ حَقّاً بِوِلاَيَةِ أَمْرِكُمْ، وَلَكُمْ عَلَيَّ مِنَ الْحَقِّ مثْلُ الَّذِي لِي عَلَيْكُمْ، فَالْحَقُّ أَوْسَعُ الاَْشْيَاءِ فِي التَّوَاصُفِ، وَأَضْيَقُهَا فِي التَّنَاصُفِ، لاَيَجْرِي لاَِحَد إِلاَّ جَرَى عَلَيْهِ، وَلاَ يَجْرِي عَلَيْهِ إِلاَّ جَرَى لَهُ، وَلَوْ كَانَ لاَِحَد أَنْ يَجْرِيَ لَهُ وَلاَ يَجْرِيَ عَلَيْهِ، لَكَانَ ذلِكَ خَالِصاً لله سُبْحَانَهُ دُونَ خَلْقِهِ، لِقُدْرَتِهِ عَلَى عِبَادِهِ، وَلِعَدْلِهِ فِي كُلِّ مَا جَرَتْ عَلَيْهِ صُرُوفُ قَضَائِهِ، وَلكِنَّهُ جَعَلَ حَقَّهُ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يُطِيعُوهُ، وَجَعَلَ جَزَاءَهُمْ عَلَيْهِ مُضَاعَفَةَ الثَّوَابِ تَفَضُّلاً مِنْهُ، وَتَوَسُّعاً بِمَا هُوَ مِنَ الْمَزِيدِ أَهْلُهُ. 
ان الحقوق المتبادلة بين الناس معيار العدل، وهي أساس الاستقرار المجتمعي، ولذلك فصل الامام الحديث فيها وعنها، لئلا يظلم إنسان في دولته، فتنهار من القواعد.
مايس (أيار)

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عبد الله
2014-05-11
السلام عليكم استاذ نزار الرجاء عدم التوقف عن الكتابة .... لان كتاباتك لا تزال تنورنا و تفيدنا كل يوم والله يحفظك ......................
كلمة
2014-05-10
مقالكم سيف ينحر المنافقين وينبوع امل لمن يتمنى ان يبقى على نهج أمير المؤمنين احسنتم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك