المقالات

معاً لن نخون الوطن: مصاحفٌ تُرفع من جديد

1551 23:17:49 2014-05-06

قيس المهندس

استوقفتني إحدى الصور المعمولة بطريقة المونتاج، حيث جمعت الصورة رؤساء الكتل الشيعية الأبرز: نوري المالكي وسماحة السيد مقتدى الصدر وسماحة السيد عمار الحكيم، وهم جالسون الى جانب بعضهم البعض، ومكتوب أعلى الصورة عبارة (معاً لن نخون المواطن) والتي هي عبارة عن جمع شعارات الكتل الثلاث!
تلك العبارة وإن بدت ظاهراً، عبارةً منمقة ساحرة تناغي الأمل وتداعب المشاعر الساذجة التي ترتجي حصول وحدة شيعية، تحت خيمة البيت الشيعي!
تلك الصورة أعادتنا الى الماضي السحيق، في عمق التأريخ الإسلامي، وفي مكان ليس ببعيد، في معركة صفين في العراق، حيث كان علي بن أبي طالب عليه السلام يقاتل معاوية بن ابي سفيان. كانت الشيعة متألفة من ثلاث فرق:

الفرقة الأولى: هم علي عليه السلام وأتباعه وفي مقدمتهم مالك الأشتر.
الفرقة الثانية: الأشعث بن قيس وأتباعه.
الفرقة الثالثة: هم السذج من الشيعة الذين كانوا في المعسكر، وهم العوام الذين ينقصهم الوعي، والإعتقاد بضرورة التسليم للقيادة المتمثلة بالإمام علي عليه السلام، وهو القائد العادل العارف بمصلحة العامة.

عندما اقتربت المعركة من النهاية، وأصبح قتل معاوية وعمرو بن العاص قاب قوسين أو أدنى؛ أبدى ابن العاص دهائه وأشار الى معاوية، أن يأمر من تبقى من الجيش برفع المصاحف على الرماح، في الحادثة المشهورة.

وهكذا تحرك الأشعث بن قيس ليطالب بالتحكيم، وخرج معه السذج من الناس، وأرغم الإمام علي عليه السلام على الصلح!

معاً لن نخون المواطن! مصاحفٌ ترفع من جديد، ويراد بها النقر على وتر المشاعر الساذجة لدى عوام الشيعة، وتضليل الرأي العام لأتباع كتلة المواطن والتيار الصدري، بحجة الدعوة الى الوحدة بين الاطراف الشيعية، حيث يحاولون الإيهام بأنهم يسعون الى الوحدة، والحقيقة انها مجرد محاولة لدس السم في العسل، من أجل تخفيف الضغط الشعبي باتجاه تغيير الحكومة، ومن أجل تمرير مخططاتهم في الحصول على الولاية الثالثة.
حذار من دهاء ابن العاص، وحذار من صناعة أبن أشعث جديد، وحذار من أن نخدع بتلك الشعارات البراقة والأصوات الرنانة.
المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، فكيف بالثالثة؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك