المقالات

أسد العراق..شهيد المحراب آية الله السيد محمد باقر الحكيم(قدس الله سره)

1748 2014-05-05

ولد في كنف أسرة اشتهرت بعلميتها ودرايتها بأصول الدين، ونشأ في أحضان والده زعيم الطائفة السيد محسن الحكيم (قدس الله سره)، فأخذ منه العلم والورع وحب الجهاد، والتحق بالدراسة الحوزوية ولم يكمل الثانية عشر حيث درس على يد كبراء علماء الحوزة في تلك الفترة،وقد عـرف منذ سن مبكرة بنبوغه العلمي وقدرته الذهنية والفكرية العالية ، فحظي باحترام كبار العلماء والأوساط العلمية. كانت من أولوياته أيجاد تنظيم سياسي أسلامي يرتبط بالحوزة، ويوصل أفكارها إلى الجماهير، ويحصنهم من التنظيمات والأفكار الغريبة التي انتشرت وقتها، والتي أسست على نظريات غربية وشرقية دخيلة على المجتمع الإسلامي، وقد انتهت جهوده بتأسيس التنظيم الإسلامي سنة 1958م ، الذي شارك فيه السيد الحكيم مع عدد من العلماء الكبار، أمثال: آية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قدس الله سره). وأستمر شهيد المحراب بالعمل السياسي مع الشهيد الصدر الأول حتى لقبه الأخير" بالعضد المفدى"، وبعد وصول البعث، واستشهاد السيد محمد باقر الصدر، اضطر إلى الرحيل عن العراق بسبب الطاغية هدام، وبدأت رحلته الجهادية المليئة بالألم والمعاناة حيث كان معارضو النظام ثلة قليلة بلا دعم، لأن اغلب الدول كانت داعمة للدكتاتور ذو الجيش الجبار والأسلحة الفتاكة، بينما هم كانوا مسلحين بأيمانهم فقط، ومع ذلك فقد نجح مع رفاقه في تأسيس المجلس الأعلى الإسلامي، كما أن جولاته في دول العالم كان لها دور فاعل في كشف الطاغية، وتعزيز الرأي العام ضده. بعد سقوط هدام، عاد إلى بلده الحبيب العراق مفعم بالأمل في الغد الجديد، وأستقبل بعرس جماهيري قل نظيره، كان يهدف إلى بناء دولة عصرية تستمد مبادئها من تراث آل البيت (عليهم السلام)، وتكون أمثولة للحكم في المنطقة، فكان له دور فعال في وضع أسس الدولة العراقية الحديثة. كان يتمنى أن يفرش درب العراقيين بالزهور، وأن يتحقق العدل و الرفاه للمواطن العراقي، بعد ما عاناه من ظلم وسرقة للثروات في عهد النظام البائد، ولكن للأسف تضافرت جهود العديد من القوى الداخلية والخارجية لجعل هذا الدرب مليئا بالأشواك التي تسقى من دماء الأبرياء، وكانت دمائه الطاهرة بداية لعهد جديد من المآسي عانى فيه العراقيون ما عانوه من الفساد والإرهاب. اليوم تمر علينا ذكراه متزامنة مع النصر الكبير الذي حققه المواطن العراقي بالانتخابات الأخيرة، من حيث نسبة المشاركة العالية التي تحدت الإرهاب، اليوم بدأ حلم الشهيد يتحقق حيث بزغت شمس الحرية على ارض العراق ثانية، وبأذن الله ووفاء لدمائه الزكية، ودماء الآلاف من العراقيين الأبرياء، ستتشكل حكومة قوية تطرد المفسدين، وتدك أوكار الإرهاب ، وتكون نواة لحلم الشهيد في تأسيس الدولة العصرية العادلة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك