المقالات

المتاجرة بدم العراقيين من أجل البقاء مشعان الجبوري نموذجا

1169 2014-04-29

حسنين البغدادي

دائما ما يحاول صاحب السلطة، ويقاتل من أجل البقاء محافظا على عرش سلطته، ومن أجل تحقيق هذا الهدف، قد يلجأ لإعداد وتنفيذ الكثير من الخطط، لضمان ذلك البقاء وإعطاءه جرعة أمل إضافية للاستمرار.
وبالتأكيد، فان هنالك طرق ووسائل صحيحة ومنطقية لإدامة البقاء واستمراره، يمكن لصاحب السلطة أن ينتهجها ويسير بها لتحقيق غايته وهدفه.
ولكن ما يؤسف له، عندما تفلس السلطة ورجالها، بحيث إنها لا تجد سوى الطرق الرخيصة لتتبعها، متوهمة إن تلك الممارسات قد تحقق لها هدف البقاء على كرسي السلطة.
وعند ذلك فقط، نسمع ونشاهد القرارات الارتجالية، التي تُتخذ على حساب دماء العراقيين الأبرياء أحيانا، لان سلطة الرجل الواحد، عندما تشعر بان بقائها مهدد، فان ثمن بقائها سيكون أغلى بكثير وأهم من دم العراقيين الأبرياء وتضحياتهم.
وإلا كيف لنا أن نفسر القرار الحكومي الذي سمح لمشعان الجبوري بالعودة للعراق، بعد الاتفاق الذي جرى بينه وبين رئيس الوزراء من خلال عراب الاتفاقات الرخيصة عزت الشابندر.
وليس هذا وحسب، بل ان الجبوري يتلقى اليوم الدعم والإسناد من قبل رئاسة الوزراء مباشرة، ويتحرك تحت حماية قوات الجيش العراقي، الذي كان بالأمس يروج لقتل إفراده ومهاجمة قطعاته من خلال قناة الفتنة قناة "الزوراء".
فهل يعقل أن تصل المتاجرة بتلك الدماء البريئة التي سفكت بسبب الترويج الطائفي الذي كان يمارسه الجبوري، من اجل كسب عدة أصوات أضافية، قد تساهم في محاولات البعض للبقاء في السلطة؟.
وهل يعقل أن يتم العفو عن شخص، امتدح الإرهاب ووصف القاعدة بـ"الإخوان"، وشهد لهم شهادة للتاريخ بأنهم أول من قاوموا الاحتلال الأمريكي؟.
وهل يعقل أن نجعل الجيش العراقي البطل يحمي أنسانا تجرأ امام الملايين، ورقص على جراح العراقيين ووصف الطاغية صدام بـ"الشهيد" وتفاخر بمدحه وتمجيده؟.
وهل يعقل أن نحتضن أنسانا يرى إن المصالحة في العراق، لا يمكن أن تتحقق إلا بعد إرضاء حارث الضاري وهيئته اللا إسلامية؟.
هل يمكن أن يحدث هذا كله من أجل البقاء على كرسي السلطة؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك