بقلم : لجنة مناهضة الارهاب في هولندا
بسم الله الرحمن الرحيم( وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )
جلالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود المحترم.
بواسطة سعادة سفير المملكة العربية السعودية في المملكة الهولندية – لاهاي
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإنكم تعلمون بان أكثر من أربع سنوات مضت، والشعب العراقي الصابر، يدفع ثمن إزاحة الطاغوت عن صدره، بعد ان جثم عليه لأكثر من ثلات عقود عجاف عجاف. وقد كان الأمل معقودا على الخيرين من المسلمين عامة والعرب خاصة، أن يقفوا الى جانب هذا الشعب المنعتق لتوه من نير الدكتاتورية المقيتة، وقبضة الحديد والنار العنيفة، بعد أن كان الموقف العام للنظام العربي الرسمي، مساندا وداعما للسياسات الرعناء التي انتهجها نظام البعث في العراق الملتهب بأهله وخيراته، ذلك الدعم الذي تجسد في كل الحقول والميادين والمحافل، دون أن يصغي أحد منهم الى صرخة أحراره، وأنين مستضعفيه، ودون ان يأوي أحد منهم المطاردين من اباة الضيم فيه، ورافضة الباطل، بل ان أغلب اجهزتهم الامنية كانت في خدمة الأجهزة الإجرامية لنظام البعث في بغداد، فقامت بتسليم الكثير من الأبرياء المستجيرين بهم، إلى تلك الأجهزة القذرة، ليلاقوا حتوفهم صبرا.
وبعد أن استقر المطاف بذلك النظام البغيض، وبرموزه المنبوذين، في مزبلة التاريخ، ظن الشعب العراقي الطيب بجيرانه خيرا، وشمرعن سواعد الجد ليبدأ عملية البناء الشامل للبلد المخرب، متحديا كل الظروف القاسية التي أحاطت به، فخاض عدة انتخابات، لم تشهد لها المنطقة من مثيل، لا في نسبة الإقبال، ولا في درجة النزاهة، حتى انتهى الأمر الى ان انتخب الشعب ممثليه، ليشكل منهم مجلس النواب، وليكتب من خلالهم دستوره الدائم، ولتتشكل حكومة الوحدة الوطنية، لينطلق العراق الجديد بعد ذلك، بطموحاته، في فضاءات الخير والعطاء، ولكن هذا لم يرق لمن تشبعت نفسه بالكراهية وتوغلت ذاته في الجريمة، فنشر نيران حقده في كل مساحة وصلت اليها يده الآثمة.
نعم، لقد ظن الشعب العراقي المسلم، بان مرحلة المواقف العدائية تجاهه قد انتهت بسقوط الطاغوت، وعزم على غض الطرف عن تلك المرحلة، على الرغم من مصابه الجلل، وجراحه التي لما تندمل، وبدأ يتطلع إلى علاقات اخوية صادقة، تضمد جراحه، وتلملم أوصاله، وتخرجه من المأزق المظلم الذي القاه فيه حاكمه المقبور. غير أن ظنه ذاك، وتطلعه هذا، لم يتحقق، بل فوجئ بسياسات عربية أكثر تشددا، وبمواقف أكثر عدائية، ما فتئت ان عبرت عن نفسها بأعمال إرهابية عمياء طالت كل شئ، ففتكت بالأطفال والنساء والرجال الأبرياء العزل في الاسواق والمنازل والمدارس والمستشفيات والمساجد، ولم تبق لبيوت الله من حرمة، ولا لأضرحة الأئمة والاولياء من قداسة، فهدمت مرقد الإمامين العسكريين (ع) في سامراء، في عمليتين إرهابيتين آثمتين. ومن المفارقات الفاضحة ان توصف تلك الجرائم الشنيعة وفاعلوها، بالمقاومة، عندما تقع في العراق، وتوصف بالإرهاب، عندما تقع في غيره!! والمؤسف حقا، أن يحدث كل هذا على خلفية فكرية تتشبث بالإسلام دينا، وبمحمد المصطفى(ص) نبيا، وهما من ذلك براء، ومن المؤلم كذلك أن يحدث هذا ويؤسس على فتاوى القتل والتكفير التي يصدرها رجال دين، اريد لهم ان يلعبوا هذا الدور، ولولا مواقف المرجعية الدينية الرشيدة في العراق، وعلى رأسها المرجع الأعلى الإمام المفدى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف)، ومن يقف خلفها من علماء وأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني، لانزلق العراق في مهاوي العنف الطائفي، واحترق في اتون الحرب الأهلية الشاملة.
ولا يسعنا هنا، إلا ان نؤشر على خطورة هذا النهج المتبع، لا على العراق وحده، بل على المنطقة كلها والعالم أجمع، فعندما تنطلق شرارة الإرهاب من العراق، لا يستطيع أحد أن يخمن إلى أي مكان تتجه، وفي أي بئر نفط ستقع، والمتابعون لحركة الإرهاب والإرهابيين، ونهجهم الظلامي وتاريخهم الدموي، لا يشكون في هذا طرفة عين.
ونحن، المعتصمين أمام السفارة السعودية في لاهاي، إذ نحذر من مغبة الاستمرار على دعم الإرهاب والإرهابيين؛ ماليا، وفتوائيا، وسياسيا، وإعلاميا، واجتماعيا ، نطالب الحكومة السعودية بالمساهمة الجادة في دعم العملية السياسية في العراق واتخاذ كل ما يلزم من إجراءات ، لمنع السعوديين من المساهمة بأي شكل من الأشكال في العمليات الإرهابية في العراق، مؤكدين على المطالب التالية:
1 ـ منع إصدار فتاوى القتل والتدمير والتكفير، التي يصر رجال دين سعوديون، على إصدارها بين فترة وأخرى.
2- تجفيف منابع الدعم المالي للإرهاب.
3 ـ التعاطي مع كل من يساهم في تأجيج الوضع في العراق، من السعوديين، من رجال دين وغيرهم، بنفس الطريقة التي يتم التعاطي بها معه فيما لو قام بنفس الفعل في السعودية نفسها.
4 ـ منع تدفق المغرر بهم من السعوديين، الى العراق، للحيلولة دون تحولهم الى قنابل بشرية تحرق العراقيين دون تمييز، والتعاطي مع كل سعودي يثبت اشتراكه في أي عمل ارهابي في العراق، أو تثبت أية علاقة له بالإرهابيين في العراق، بنفس الطريقة التي يتم التعاطي بها معه فيما لو ارتكب نفس الجريمة في السعودية نفسها.
5 ـ الوقوف على مسافة واحدة من جميع مكونات الشعب العراقي الأبي، وعدم إيواء المتآمرين على العملية السياسية في العراق، والرافضين للتداول السلمي للسلطة وفق الاسس الديموقراطية المعهودة، وإيقاف كل أشكال التعاطي معهم.
6 ـ دعم العملية السياسية في العراق، وحكومته المنتخبة, والمساهمة في إرساء قواعد الاستقرار فيه.
7 ـ إيقاف الحملات الإعلامية الداعمة للإرهاب والإرهابيين، وتلك المضادة للعملية السياسية في العراق. كالخطب المثيرة للكراهية والفتن، التي يلقيها مشايخ الوهابية وغيرهم من منابر المساجد وغيرها، وكالكتب والصحف و المواقع الالكترونية والمحطات الإذاعية والفضائيات التي تنشط في نشر الفكر التكفيري،سواء كانت سعودية أم في فلكها وبتمويلها.
و السلام عليكم.
لجنة مناهضة الإرهاب - هولندا
11-07-2007
الأستاذ وصفي البدري +31.627830711 albadri7@hotmail.comد. حسين الخطيب + 31.624117511 omri@hetnet.nlالشيخ عبد النبي التميمي +.31.654970468 mohammedaltemimi@hotmail.com
شكلت "لجنة مناهضة الإرهاب" من قبل مجموعة كبيرة من مؤسسات المجتمع المدني و القوى السياسية العراقية العاملة في هولندا من أجل مناهضة كل أشكال الإرهاب و التطرف، والترويج لثقافة التسامح والاختلاف و السلام واحترام حقوق الإنسان.
لجنة مناهضة الإرهابهولندا 11-07-2007
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)