المقالات

الدكتاتورية والإرهاب غاية واحدة


عاصف الجابري

لا جدال إن العراق ضمن دائرة الدول التي عصفها الإرهاب، يضرب بشراسة لنسف العملية السياسية برمتها، تحركه تحالفات إقليمية وعالمية، يقود مشروعها الدكتاتورية والإرهاب، ولا شلك إن معظم الدول العربية غير راضية لطبيعة الحكم خوفاً على دكتاتورياتها، تدعم بالفكر والمال والسلاح.
فتاوى مضللة وانحراف فكري، تنبعث كالغاز المخدر للأعصاب، أدواتها مجرمون كالحطب، يحصدون الأرواح لنتائج تنفع غيرهم.

مدراس منابعها عقائدية مشوهة، تخلط بين رسالة الإسلام والجاهلية والحضارة والهمجية، تعتمد القوة والغلبة، وتترجم مفهوم إدارة الدولة الى التسلط وسلب الإرادة، تؤمن بالانقلابات وسقائف الاتفاقيات، الأخرين في منظارهم خونة كفرة لا يحق لهم العيش، من منهج سطحي الشعارات عشوائي الأفعال، تطور بمرور الوقت الى حروب تسقيط، وقطع رؤوس وغزوات تسلب على شعوبهم لسلب الإرادة.

الإنسانية منذ أن عرفت لغة الحركة والكلام دائبة عن البحث عن وسائل التخادم، انحرفت بها أمم أخرها المسلمون، بالالتفاف على أليات تبادل السلطة، ومن ثم توارث الحكم وأسست للماليك المستعبدة للشعوب، تطوع شعبها محاربين في فتوحات النهب والسلب، للسيطرة على الحكم والجاه والمال، ثم التربع على الخزائن للتأمر على طبقة واسعة تُحول الى فقراء، ويستمر نخبة غارقون بالمفاسد والملاهي وكل ما يخالف التقاليد.
عقائد القوة حولت الخدمة وإدارة الحياة الى تسلط واستبداد، سيكولوجيتها الفكرية ترمي الى هدف إذلال المجتمعات، والحكم غاية يجب الحصول عليها بأي ثمن، لنيل الأموال واستخدامها أدوات تسلط وشراء الضمائر، تساند السلطة على البطش والترويع وقطع جذور الأمة المتصلة.

تراث تاريخ إجرامي توارث مفهوم القوة، وتبعية الشعب المتذلل للحاكم، المتمادي في افتعال الصراعات الداخلية، يقسم شعبه الى دويلات متصارعة لإضعافها ويسهل السيطرة عليها، يستخدم الدين تارة لتحوير العدالة السماوية الى مظاهر المفاسد، وأخرى القوانين الوضعية حسب مقاسات تناسب ميول السلطة، ترمي الى خضوع الشعوب وخنوعها واستسلامها، وبالنتيجة يقتنع العقل الجمعي إن السلطة نتاج تفكير خارجي ويقف مسلوب الإرادة لا يغير شيء.

تطرف فكري تخلصت منه شعوب ولا زلنا نعاني ويلاته، فكر بإسم الإسلام المتطرف وسلطوي بإسم شرعية طيش الممارسات السلطوية، لا يختلفان في النتائج، وإن دعت الضرورة يمارسان النشاط الإجرامي.

ثقافة الإقصاء والاستبداد بالرأي، تتحول الى تكفير وقطع رؤوس وممارسات دموية، قد تختلف الشعارات والأدوات؛ لكنها ترمي الى نفس الغايات، الاولى منهجها التفرد والفساد الإداري وتخوين الأخرين، والثانية العنف وقطع الرؤوس وتفجير الأجساد، تؤشر الى خلل فكري يؤمن بالقوة والسلطة والدولة هي شخص الحاكم، لا يعرف إن نظام المؤسسات هو من يستطيع البناء؛ في الإسلام الشورى ورأي السواد الأعظم، وفي الديموقراطية التبادل السلمي للسلطة وصندوق الاقتراع.
عاصف الجابري

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك