المقالات

حمزة الموسوي..ومن يعرفك؟!

3020 2014-04-24

محمد الحسن

في زمن الرشوة والفساد. عهد الإنحلال الأخلاقي والذي لم ينتهِ بعد؛ أنغمس الكثيرون بعمليات الفساد, بعضهم بالغ في جرائمه, ولأنها من النوع الفاضح جداً؛ فقد واجه الطرد أو الحبس حتى في ذلك البؤس المقيم..أحدهم كان طبيباً في دائرة الطب الشرعي, تستر على جريمة قتل بمبلغ مليوني دينار فقط, أفتضح أمره وطرد من وظيفته فأطر أن يهاجر إلى تركيا ومنها إلى لندن, ليعود بعد التغيير ويصبح محافظاً لأحدى المحافظات..!
كان هذا يمثل النصف الفارغ من القدح؛ ونصفه المملوء مثلّه رجال أشداء, هدفهم معروف وواضح, فلم يلتبس عليهم الحق لغاية اللحظة..كل شيء إنهار في العراق بعد أحداث حرب الخليج الثانية, سوى المنظومة الأمنية والقمعية للنظام المجرم وعائلته, سيما نجله الشاذ المقبور, مارس إستهتاره بسماجة حتى صار أسمه يمثل كابوساً مرعباً للعوائل البغدادية..

رجلٌ من ذي قار, جاب الأهوار طولاً وعرضاً في مقارعة النظام بالقول ثم بالسلاح, لم يتوقف عند حدود بيئته الآمنة والخارجة عن جبروت الطغيان؛ فأنتفض ذلك الموسوي وهو يحمل الغيرة العلوية متصدياً لعهر ودعارة العابثين بالوطن, خطط ونفذ؛ والنتيجة إعاقة مزمنة للطاغية الصغير مجنباً أهل بغداد شره وحقده على الإنسانية..

سقط النظام, وسقطت معه أقنعة كثيرة؛ جاء المفسد ليزاحم المصلحين, فألتبس الحق بالباطل..ضاع الحق؛ صار المرتشي حافظاً للأمانة, وتعاقبت الإدعاءات البطولية التي لم يقدم معها الدليل العيني؛ فيما بقيّ الموسوي مجهولاً عند الأكثرية, لم نره سوى عندما يسمع نداء الواجب, ويسمعه بضميره المجرد من كل أنواع المصالح الشخصية والفئوية..أتذكر شاهدته شاهداً في المحكمة الجنائية الخاصة وهو يدلي بشهادته على جرائم ذلك النظام الدموي, مفتخراً بتاريخ مقاومة الطغيان ككل, يتكلم بثقة عالية, يلامس القلب قبل العقل. بعدها نسمعه مزايداً أو مفنداً لإدعاءات بطولية كاذبة؛ وكأنه يحتقرها ويترفع من الرد عليها..!

غير إن للحقيقة رجالها الذين لا يتخلون عنها حينما يتبرأ منها المنتفعين؛ هذه المرة يظهر الموسوي بعد إن أثخن الوطن بالجراح, وأنهمرت مزاريب الدم دون أن تعترضها الميزانيات الإنفجارية ولا القوات المليونية ولا القيادة (المختارية)..المحارب القديم لم يسترح قط, لكن ضجيج الكاذبون أتعب صمته الأبيّ؛ فأمثال حمزة يحرج أن تحدث, وإن قال فعل..قرأت بيانه اليوم, وكان يعبر به بكل وضوح عن إستعداد وقدرة لحفظ الأمن وإيقاف نزيف الدم, بيد إنه مع الدستور والدولة والقانون؛ لكن الحكومة التي لا تقدم حلولاً للمشكلات ما الفائدة منها؟!.. يبدو إن صبر أصحاب الحقيقة قد نفذ, وها هم اليوم يعلنون وبكل صراحة (التغير سيحطم أوكار داعش)..
حمزة الموسوي ليس مرشحاً؛ لكنه بطلاً من أبطال العراق الذي ينتفض عندما ييأس من الحلول الأخرى..!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك