المقالات

المؤامرة الثالثة...


حسنين البغدادي

حب السلطة داء ما أن ينتشر في مجتمع حتى يعرقل تقدمه، وينشر فيه الفقر والعوز مهما كانت لديه من موارد وأموال، وقد أبتلينا في العراق بهذا الداء فأغلب من حكمونا كانوا مصابين به، حتى أعتاد الناس على ذلك وباتوا ينظرون إلى المسؤول كأنه فوق البشر أو من كوكب آخر فكل ما يقوله صحيح ولا يحق لأحد محاسبته.
وقد يتصور البعض أن الانتخابات هي المصل المضاد للدكتاتورية، ولكن في حقيقة الأمر التاريخ يخبرنا عكس، ذلك حيث إن صناديق الاقتراع هي من أوصلت هتلر وموسليني إلى الحكم.
الضمان الحقيقي للديمقراطية هي درجة وعي الناخب لما يدور حوله، وكشفه لأساليب محبي السلطة ومؤامراتهم للوصول إلى سدة الحكم بأي ثمن، وأرخص الأثمان عندهم هي دماء شعوبهم.
المجتمعات الدكتاتورية تعاني من الفقر وانتشار المظالم والفساد، ورد فعل السلطة على هذه المشاكل هو افتعال الأزمات والحروب، لإلهاء المواطنين عن التفكير في واقعهم المرير ومحاولة تغيره.
العراق اليوم مشرف على دكتاتورية جديدة، طبعا إذا نجح موضوع الولاية الثالثة، والمؤامرات المرفقة معها، في خداع الناخب العراقي، و إستراتيجية السلطة القادمة للوصول إلى هدفها ترتكز على عدة محاور: الأول، هو استبدال الشركاء بالبيت الشيعي بالتحالف مع الأكراد، والسبب أن البيت الشيعي قد أوضح للسلطة انه لن يتحالف معهم مرة ثانية أن لم يقوموا بالإصلاح وإبعاد المفسدين، وبما أنهم لا يستطيعوا ذلك، فالمفسدين هم مصدر تمويلهم الرئيسي، كان البديل إعطاء الأكراد ما يريدون من نفط وأموال، ففي نهاية الأمر الأكراد لا يهتمون بمن يحكم بغداد على أن لا يؤثر حاكمها على امتيازات الإقليم، ونتيجة لهذا الاتفاق أعلن السيد مسعود أن التحالف الكردستاني لا يمانع من ترشيح المالكي للولاية الثالثة.
المحور الثاني السنة، لم تستطع السلطة التحالف مع متحدون أكبر الكتل السنية في الوقت الحالي، لكون أسامة النجيفي رئيسها له طموحاته الخاصة وأثبت في مجالس المحافظات أنه ليس بالشخص الذي يسهل التلاعب به أو خداعه، فكان البديل دعم الجبهة العربية برئاسة المطلك لتكون بديلا عن متحدون، ومن ناحية أخرى تبرئة مشعان الجبوري ودعمه لكسب مزيدا من الأصوات، وفعلا فمشعان يتجول في المحافظات السنية بحماية عسكرية ويلعب الآن دور بابا نؤيل، حيث يوزع الأموال والهدايا على الوجهاء وشيوخ العشائر بغير حساب.
المحور الثالث الإعلام، للإعلام دور كبير في خداع المواطن، وقد رصدت السلطة لهذا الموضوع أموال ضخمة، فتجد العديد من الإعلانات المدفوعة في القنوات وعدد كبير من المواقع الإخبارية، إضافة إلى عشرات الصفحات في موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، كلها تخدم هدفين، الأول نشر الإشاعات والأكاذيب لغرض التسقيط السياسي للخصوم، والثاني حث المواطنين على عدم الانتخاب بطرقة خبيثة وغير مباشرة، بإشراك الجميع بفشل الحكومة والفساد المستشري، وذلك لإقناع المواطن المستقل الشريف أن الجميع سواسية فلماذا يتكلف عناء الانتخاب.
الفاسد له جمهوره الخاص فنسبة التصويت المنخفضة ستزيد من فرص بقاء نفس الأشخاص في الحكم.
على الناخب العراقي اليوم مهمة وتكليف شرعي مهم، وهو اختيار شخصية كفوءة ونزيهة لانتخابها، فالشعب هو من يصنع الطغاة وهو وحده من يستطيع تغيرهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك