المقالات

طلب ليس مستحيل


عاصف الجابري

ولا تزال الأحداث السياسية توظف نفسها للمعارك الشخصية الحزبية، وأكاد اجزم إن ما يجري، من تقلبات يومية لأغراض انتخابية، تعودنا أن تساق علينا شعارات ووعود، وتحديات كبرى يواجها المواطن وحيداً بجسده ومصدر عيشه وكرامة حياته. مئات الشاشات تنفث سمومها، تأخذ صورنا وتركب عليها رأس لا يشابهنا في الملامح والتفكير، وتسمع أهاتنا وتفعل ما يعاكس إرادتنا، يقتطع الحديث الوطني ويحول الى حديث معادي، تطلق تصريحات نارية، وفي الخفاء انحناء وتذلل وخضوع وتنازل عن حقوق شعب تعتصره الآهات وتقلبه الحسرات، وتنخر على خده أخاديد المعاناة.
المواطن كل يوم يمتحن ألف امتحان، بين التفجيرات ومشقة العيش، وتصريحات سياسية تطحنه، يشعر ان الحجر يتدرج من الأعلى يسحق كل من يقف بطريقه.

الخداع أسهل الأساليب عند بعض الساسة، وفبركة المواقف ابشعها، ترسم صور تتناقلها ماكنة الإعلام الهائلة، ويعرف منتجها إنها ستكشف؛ لكنه يصر وان أعطى انطباع في اذهان عشرة من المتفرجين التابعين، وهم أيضاً يتقلبون على جمر يعد في مطابخ السياسة القذرة، وعود وشعارات تصوغها شركات عالمية بمليارات تقتطع من أجسادنا، وتتقاذف الأفكار في صدور بعضنا، وأصبح الكثير منا لا يعرف كيف يقضي هذا اليوم وما يحلُّ به غداً.
ما نكاد نصدق إن الحكومة أذعنت للضغط الشعبي؛ حتى توافق على مشروع البتر ودولار، ولا يمكن أن نصدق حتى ترفع تعليقها القانون في الأدراج العالية، يستنزف من مدن النفط منتجاتها وينتظر الطعن به مرة أخرى، مزقه الروتين والعراقيل والمطبات، لا يفسر التعطيل سوى لامتصاص البترول والدماء، وإلاّ ماذا نفهم الاعتراض على قانون المحافظات 21 المعدل بعد الإقرار والنشر في الصحيفة اليومية.

سياسة المماطلة والتسويف تتلاعب المشاعر، ويحز بالنفس ان تجد المشكل في تصاعد والفقير يزداد فقراً، والأمن يتجه للانهيار على خطى ترسمها القاعدة، تسقط المؤسسات وتحتجز الأبرياء ولا سبيل سوى أحراق الموقع بما فيه، ومشاريع بعيدة المنال توقيتها قبيل الانتخابات، تتاجر بالحقوق ولا نستغرب ان توزع أراضي أطلال الاسواق المركزية والمكاتبات العامة على الرياضيين!
البلد لا يبنى بسياسة التقاطعات والنعوت والتشويه والالتفاف على القوانين، من مشروع البتر ودولار الى منحة الطلبة ثم قانون التقاعد، وملايين العوائل لا يمكن أن تنتظر طويلاً، تخادعها شركات عالمية، تشعل الاحتقاق ويدفع ضريبتها المواطن.

على وجوهنا أخاديد القهر والحرمان، وظلم توزيع الثروات الأزلي، وحجر المصالح الضيقة، سيسحقنا واحد تلو الأخر، لا تزيله الاّ الأيادي المتشابكة.
الحوار لغة البناء الوطني، يرسخ مفهوم الوطنية، تفرز من يريد السوء، وتضع حد للمطالب البسيطة في بلد الخيرات، والمواطن ليس معنيّ بالخلافات الشخصية المعطلة للمشاريع، ينتظر الحلول ولا يعترف بالشعارات، يتطلع للمصداقية والجرأة لا سيول الوعود قبيل الدورة النيابية، نحتاج حديث لا ينتمي الى طائفة او مذهب او دين، وكل ما نريد ليس بالطلب المستحيل؛ نريد العيش مثل بقية الشعوب!

عاصف الجابري

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك