المقالات

المواطنة: الطريق الى الديمقراطية


مجيد الموسوي

لو قارنا بين الام التي فضلها تعالى بقوله (الجنة تحت اقدام الامهات وبين الوطن الذي يحتضن كل المكونات البشرية على اختلاف اعراقها وطوائفها ومكوناتها والى من يجب ان يعطى الولاء اولا اهو الى العائلة ام الى البلد؟، وهل الوطنية قميص يلبس في مكان وزمان محدد ام هي ككريات الدم الحمر والبيض تجري في شرايين الجسم؟
سمعنا الكثير وقرأنا أكثر عن الوطنية والمواطنة وكم هي الانظمة التي قامت بخياطة ثياب الوطنية لكي تتناسب مع اهداف هذا الحزب او ذاك التكتل واهدرت المال لتصوغ المناهج الدراسية لتصببها بأدمغة يافعيها من اول مراحل الدراسة ليطبقوا المثل القائل ((التعليم بالصغر كالنقش على الحجر))؛
ولم يأخذوا بالاعتبار بقية المفاهيم والمبادئ وضربوها بعرض الحائط كما وطوعوا امور الحياة لخدمة المصالح الشخصية والفئوية وأهمل الانسان البسيط الذي أصبح يخدع ويرى الابيض اسود والاسود ابيض والتلاعب بقوت حياته البسيطة لجعله يلهث وراء رغيف خبز اطفاله ويا ليته يحصل على ابسط سبل العيش والحياة الكريمة وهوة وسط بلده هذا البلد الذي حينما يتعرض لازمات يفتعلها بعض الساسة. ترى هذا الانسان البسيط والمحروم من ابسط حقوقه في وجه المدفع واول من يرمى به في محرقة الاحتقان وساحة النار دون التفكير بمصيره او مصير عائلته.

هذه الطبقة المظلومة والرازحة تحت خط الفقر المتقع لسنين بل ولأجيال ولا تجد من يهتم لشؤنها ويرعى مصالحها رغم انها الخزان الذي لا ينضب من المواهب والطاقات وهي المحرك الفعلي لاقتصاد البلد ودخله القومي والتقصير بحق هذه الطبقة جريمة تطال كل الشرائح لأنها سلسلة مترابطة ومتجانسة ونحن نرى عكس ذلك فكم انت مظلوم ايها المواطن الفقير ومستضعف لدرجة الاستهانة وسلب الحقوق بدم بارد في هذا البلد الذي لم يتذوق ابنائه حلاوة خيراته ولم تطبق ابسط الحقوق وادنى الواجبات بل رأينا روتين فئوي من تقاسم كعكة السلطة وعدم السير.
من هنا نجد ان الوطنية هي صميم ديمقراطية الشعوب، والتي نجد أن تطبيقاتها وأن اختلفت في تهدف الى شيء واحد، وهو الحفاظ على روح الإنسانية وحريتها.
مما تقدم في العراق لم ولن يختلف الامر، بل أصبحت الوطنية المعيار الاساس للإخلاص وان تلكأت في كثير من المجالات بسبب التصرفات اللامسوؤلة من قبل المسؤولين، وأخطائهم بحق المواطنين والمظلومية التي تعرض لها الفرد وبالتالي الوطنية.

ما أشير اليه اليوم هو الفرصة الحقيقية لتجديد والحفاظ على الوطنية من خلال الانتخابات، قد تبدوا بعيدة بعض الشيء لأول وهلة لكنها، من اهم الخطوات التي تجدد ثقة الانسان بوطنيته وتجدد ثقة المواطن بمواطنته، عندما تتحقق جميع مطالبه المشروعة ويشعر بمسؤوليته الحقة، هذا هو جوهرها والقادم أفضل أن عملنا على التصحيح والتغيير.

مجيد الموسوي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك