المقالات

التغيير بين الأدوات الخائبة والأدوات الفاعلة

1030 23:40:02 2014-04-15

حسنين البغدادي

تراكم الاخطاء تدعونا كثيراً للوقوف ومراجعة ما ترتكبه القوى السياسية المتصدية للعملية والأدوات التي تستخدمها.
اذا كانت الإنتخابات للتغير كما تدعو المرجعية، وصار هدفا بحد ذاته، فلن يتحقق بالأدوات السياسية المتصدية نفسها، وقد جربنا ووجدنا الخراب والكارثة تطحن الوطن. 
إذ إن التوافق كأداة سياسية تنكبتها معظم القوى، هو نفسه من طعنت به وجعلته شماعة لتبرير الفشل الذريع، وعمل على إنهيار البلد والفرقة والشتات، يترامون الإتهامات وهم مسؤولون، ويتركون واجباتهم لمنافعهم، طموحهم لم يتوقف على ما حصلوا عليه، بل تحولت الدولة الى تقاسم مغانم وسلطوية والإلتفاف على حقوق الشركاء والشعب.
نتحدث ونريد أن يترجم الى فعل، والرأي العام يطالب، والمرجعية الدينية أشارت إن الإنتخابات للتغيير، ومادامه صار هدف بحد ذاته، فأين يكمن ومن أين نستدل عليه؟ ونحن نعيش تجربة والخراب والكارثة التي تحل بالوطن؛ فالعلاقة مع المكونات في أسوء الأحوال، مع الكرد والشيعة والسنة، والعنتريات السياسية قطعت العلاقات محليا وأقليميا وعالمياً، في نفس الوقت يتصدى مجموعة من الحزب الحاكم، كإن العراق بلا ديموقراطية، مقابل تنازلات ونفط مجاني وهبات لا يعرف مغزاها، من قوت شعب يتأخر ويقتل كل يوم، وحديث عن انقلاب في العملية السياسية بشكل ما. 
كثيراّ ما نتحدث عن تراجع الدولة، ومقارنة أيّ بلد قريب او بعيد نلاحظ الفرق الشاسع، أيران مثلا تساوي العراق ما يزيد 5 مرات وذات بيئة قاسية بثلوج وجبال وصخور، موازنتها 70 مليار إستطاعت ان تبني خلال 4 سنوات الأخيرة، 4 ملايين وحدة سكنية بمعدل مليون سنوياً، ولا يوجد مواطن بلا سكن وهي في حالة حصار ، وسوريا تخوض حرباً عالمية موازنتها 5 مليارات ولا تزال تدفع الرواتب والمعونات حتى للعراقيين.
التحالف الوطني طلية الأربعة سنوات الأخيرة، يتحمل الجزء الأكبر من الفشل المهول، والإنحدار الأمني والإقتصادي والخدمي والسياسي، ودولة القانون هي من يمسك زمام الأمر، لم تعد كتلة من 89 نائب بعد إجتذاب قوى من التحالف الوطني والعراقية البيضاء ، وصار عددها يتجاوز 120 نائب، تتهم البرلمان وهي الأكبر.
الذاهب للإنتخابات كالذاهب الى السوق، يبحث عن خضروات ويضع لها شروط، ويعرف في البداية مصدرها، وخصائص فوائدها، وحينما يغشه البقال لا تنفع للطهي، وتذهب منفعتها وذوقها، ولا ينفع العسل المخلوط في مطابخ السياسة وحلاوة شعاراتها، وعلى المتبضع أن يفحص خضراوته من أخر يصلح ما أفسده سابقة، حتى لا يصاب بداء لا ينفع فيه داوء.
في التحالف الوطني قوتنان تسعى للتغير، ولابد من حشد الجماهير التي ذاقت الأمرين خلال الفترة المنصرمة، كي يتاح للمخلصين تدارك الأمور، وأعني التيارين الشقيقين التيار الصدري وشهيد المحراب، وتاريخهما الجهادي الضارب في عمق العراق، ولن يتحقق الاّ بتشابك الأيدي لخلق التوازن.
التحضير أكثر مساويء من نوع الغذاء، وإن لم ينبع من إرادة للصحة والحياة، يسبب الإنتفاخ ولا تنفعه كثرة التوابل ولا علاج في وقت متأخر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك