المقالات

اشلاء الضحايا وأعلام الرقص.


مجيد الموسوي

في اي بلد من بلدان الدنيا، ممن تلك التي تحترم الحكومات نفسها وتحترم مواطنيها وتشعر بثقل واهمية المسؤولية، لو حصل جزء مما يحصل في العراق من ماسي وكوارث وويلات لتم اعلان الحداد العام، وسادت اجواء الحزن، وغابت اجواء الفرح.
ولا اعتقد ان بلدا مثل العراق يعيش كل هذه الماسي والكوارث والويلات، ويتصرف سياسيوه ومن بأيديهم زمام الامور، ووسائل اعلامه-لاسيما الرسمية منها-وكأن ازهاق كل هذه الارواح وسفك كل تلك الدماء يحصل ليس في بلد اخر وانما في كوكب اخر!
ولان العراق بات يشكل استثناء في كل شيء فأنه في الوقت الذي تحصد عشرات السيارات المفخخة ارواح المئات من الناس الابرياء، وتقطع اشلاء المئات، لا نجد مظاهر الحزن والالم الا لدى من طالتهم نيران الارهاب الدموي الاجرامي، ومساواهم غير مستعد ان يغادر اجواء فرحه، حيث الانا تعشعش في اعماق نفسه وقلبه وروحه، دون ان يفكر ولو قليلا ان لهيب النيران الذي يحرق اليوم اناسا في بلده ومدينته والشارع الذي يسكن فيه يمكن تطاله غدا او بعد غد.
في الوقت الذي حصدت السيارات المفخخة والانتحاريين الارهابيين ارواح الناس الابرياء في عراقنا المنكوب، لم يطل علينا اي مسؤول سياسي او امني ليقول انه مقصر وانه يتحمل جزءا من المسؤولية، ويعلن تنحيه عن منصبه، ولم تكلف قناة العراقية الفضائية الممولة من المال العام ان تضع شريطا اسودا كشارة الى مشاركتها العراقيين المنكوبين احزانهم، ولم تكلف نفسها ايقاف برامج الرقص والغناء والفرح والسرور، ولم يوعز كبار اصحاب القرار الى المسؤولين التنفيذيين فيها الى التوقف عن توزيع العيديات على منتسبي الدفاع والداخلية، ليلتفتوا الى واجباتهم ومسؤولياتهم الحقيقية.
من يتابع قناة العراقية الفضائية لا يشعر انها الوسيلة الاعلامية المرئية الاولى في بلد لا يكاد يمر عليه اسبوع الا وتصطبغ اسواقه وشوارعه وملاعبه ومقاهيه بألوان الدماء.
حصة ضحايا الارهاب الدموي من ساعات بث العراقية الفضائية، دقائق قليلة في نشراتها الاخبارية ليس الا، لتبقى مسيرة الرقص والغناء ومظاهر الابتذال الاخرى قائمة لأتوقف فيها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك