المقالات

سلامة وطن أم ترميم سلطة؟!

1467 2014-04-14

محمد الحسن

أثير مؤخراً الحديث عن قانون (السلامة الوطنية) والذي تتبناه كتلة "دولة القانون" ورئيس الوزراء تحديداً, ولعله من الغريب أن يُرسل هذا القانون إلى مجلس النواب قبل إنتهاء دورته بأيام فقط!..يبدو إن في الأمر بعداً آخراً, أو هي "رفسة المحتضر"..!

إن السيد رئيس الوزراء بدأ يضيق ذرعاً من التراجع الحاد في رصيده الجماهيري, لدرجة أصبح من الصعب جداً وضع أسمه بين المنافسين لرئاسة الوزراء في الدورة المقبلة؛ لم يكن هذا التراجع نتيجة لترف في فكر المواطن, أو رغبة لتغيير الوجوه فقط؛ إنما هي حقيقة الموت الجماعي المرافق لولايتي السيد المالكي..بصرف النظر عن الملفات الأخرى, فالأمن هو الهاجس الأهم والأكثر حساسية؛ لذا صار من الضروري إيجاد المبررات للفشل الذريع الذي منيت به الحكومة في هذا المجال..!

وضع القانون في برلمان شارف على الرحيل؛ يمثل ورقة إنتخابية وإجابة غبية عن تساؤلات الشعب القابع في دهاليز القتل؛ فالسيد الرئيس يعلم بإن البرلمان لن يتعاطى مع هكذا قانون لجملة أسباب أهمها إنعدام الثقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية, إضافة إلى الشكوك المثارة حول هذا القانون والقائلة بسعي السيد المالكي إلى إستخدامه كورقة للتصفيات السياسية وفرملة العملية الديمقراطية, سيما إن بعض فقراته مبهمة وتعطي حق إعلان حالة الطوارئ لرئيس الوزراء والتي هي من إختصاصات السلطة التشريعية حسب الدستور العراقي؛ أي تعطيل جزئي للدستور!
المساس بروح العملية السياسية والمتمثلة بالدستور, يعني إطلاق صلاحيات شخصية لجماعة بعينها, وإذا كنا تحت مظلة الدستور, ورغم فعاليته؛ نجد أبن السيد رئيس الوزراء يداهم ويعتقل دون أن يحمل أي صفة قانونية, ونجل السيد وزير النقل يمنع طائرة من الهبوط في مطار بغداد؛ فكيف بنا لو أُطلقت لهم السلطة؟!

السلطة التي تشوّهت بفعل إساءة إستخدامها؛ بحاجة إلى ترميم, فالكتلة الحكومية غير قادرة على تمرير هذا القانون في البرلمان, لعدم إمتلاكها العدد الكافي, ناهيك عن مقاطعتها للمجلس منذ أكثر من شهر. قانون السلامة, رسالة يراد توجيهها للمواطن العراقي, أو بصورة أدق للناخب العراقي مفادها: "إن التردي الأمني بسبب البرلمان".. وكأن الحكومة منزوعة الصلاحيات؟!
من لم يستطع فرض الأمن طيلة عقد كامل, يستحيل عليه تحقيقه في قانون, ولن يحققه؛ فالأمن ليس حاجة تظهر في موسم الإنتخابات ثم تختفي يا دولة الرئيس..!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك