المقالات

التزوير.. آفة تفتك بضحاياها


بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين

ربما سيجد القضاء العراقي بعد انتهاءه من ملفات الارهاب والجريمة المنظمة والسرقة والفساد الاداري والظواهر الجنائية الجديدة كمشاكل الارث ودعاوى الملكية وقضايا المفقودين واتساع ظاهرة الطلاق وغيرها من الظواهر القديمة والجديدة، نقول ربما سيجد القضاء العراقي نفسه امام ظاهرة هي الاخطر من نوعها والتي ستتمخض عنها نتائج كارثية الا وهي ظاهرة التزوير.

فقد انتشرت هذه الظاهرة وبامتياز في مناطق متعددة من العراق وربما تكشف هذه الظاهرة عن حجمها وتمددها من خلال اصرار مؤسسات الدولة للحصول على وثيقة صحة صدور ازاء أي وثيقة يقدمها المواطن العراقي، ربما لاي معاملة، والغريب ان المطالبات بصحة الصدور لم تعد محصورة بالوثائق الرسمية الكبيرة بل في بعض الاحيان تطالب هذه المؤسسات بوثيقة صحة صدور حتى عن البطاقة التموينية وربما للدولة كل الحق في اجراءات كهذه نظر للانتشار والانشطارات الاميبية لهذه الظاهرة.

الدلائل تشير الى ان مسؤولين كبار في الدولة مارسوا وبكل اسف هذه الظاهرة فمنهم من ادعى بانه قد حصل على الدكتوراه او الماجستير او البكالوريوس وهو لم يحصل على ذلك فقط لاشغاله منصب رفيع في الدولة وقد كشفت الفترة الاخيرة الكثير من هذه النماذج، لكن الاخطر ان معاملات البيع والشراء التي تحصل حالياً خصوصاً في المناطق التي تحصل فيها عمليات تهجير باتت جميعها غير خاضعة لاي ضوابط قانونية وهذا ما يفسر التدني الحاد في اسعار العقارات التي يدعي بائعيها بانهم مخولين بالتصرف بها استناداً لوثائق مزورة تأخذ شكا الوكالات.وتتسع هذه الظاهرة لدى معارض السيارات ودوائر كتّاب العدل فلقد بات من العسير جداً ان تحصل على اوراق سيارة رسمية كالمنافيست او او السنوية المؤقتة بل وحتى الارقام الخاصة بالسيارة ففي بعض المحافظات وصلت ارقام السيارات الى مئات الآلوف بالوقت الذي توقف فيه التسجيل دون هذا المستوى بالنصف تقريباً.وهنا يفرض السؤال نفسه كيف لمحافظة صغيرة يصل فيها تسلسل الارقام الى اضعاف ما تحتمل.

قبل ايام ذهب صديق لي لشراء سيارة من احد المعارض لكن فاعل خير حذره من الدخول في هكذا ورطة اذ قال له: بان السيارة وكل السيارات التي معها غير نظامية لا في اوراقها ولا في ارقامها ولقد زاد فاعل الخير في نصيحته عندما حدد لصاحبي اسماء المحافظات التي يجب ان يحذرها في أي عملية بيع او شراء.لا شك ان الدولة وبالرغم من انها تنوء باعباء ثقيلة لكنها مطالبة بالتدخل لوضع حد لهذه الظاهرة قبل ان تجد نفسها امام حرب اخرى اسمكها حرب التزوير وفقاً لقاعدة (حرب تلد اخرى).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك