( بقلم : حسن هاني زاده )
في خطوة استفزازية وبعيدة عن كل القيم والاعراف الاسلامية والعربية قامت قناة العربية السعودية باجراء مقابلة مطولة مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني المجرم ايهود اولمرت وذلك علي اعتاب الذكرى السنوية لاعتداءات الكيان الصهيوني على الشعب اللبناني في تموز / يوليو عام 2006 .وتاتي هذه المقابلة في الوقت الذي ارتكب المجرم اولمرت والطغمة الحاكمة معه شتى المجازر ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني خلال السنوات الماضية .
فقد كسرت قناة العربية الحواجز النفسية وقامت بهذه الخطوة اللا مهنية والمشينة في الوقت الذي تقوم هذه القناة المشبوهة بالتعتيم على اخبار المقاومة الاسلامية في لبنان وبالتحديد حزب الله الذي حقق في هذا الشهر من العام الماضي انتصارا كاسحا على الجيش الصهيوني. وهذه المقابلة لم تاتي عن طريق الصدفة بل اتت بعد تلقي هذه القناة السيئة الصيت الضوء الاخضر من القادة السعوديين وبالتحديد من مستشار الامن الوطني السعودي بندر بن سلطان الذي يتباهى دوما بصداقاته الوطيدة مع قادة الكيان الصهيوني والادارة الاميركية.واستغل رئيس الوزراء الصهيوني الفرصة واستطاع ان يتفوه بكلمات بذيئة دارجة في الادب السياسي والقواميس الصهيونية فقط ضد امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله.
وبما ان حقد الوهابيين السعوديين ضد شيعة آل رسول الله "ص" معروفة ولكن هذه المقابلة كشفت الوجه الحقيقي لهذه الفئة الضالة واظهرت مدى حقدها الدفين وولائها المطلق لليهود.والسؤال المطروح بعد اجراء هذه المقابلة هو ما جدوى التحدث مع قادة الكيان الصهيوني وما هي المصلحة التي تدر على الشعوب الاسلامية والعربية من خلال هكذا مقابلات؟.هل القنوات التلفزيونية في الكيان الصهيوني تسمح لقادة الدول الاسلامية ان يتحدثوا بشكل جلي عن معاناة الشعبين الفلسطيني واللبناني جراء البطش الاسرائيلي ؟.ا لا يكون خلف هذه المقابلة اشياء اخرى الغرض منها اعطاء مكافأة لقادة الكيان الصهيوني ازاء ما فعلوه ضد الشعب الفلسطيني طيلة حكم المجرم ايهود اولمرت.
ا لا تكون هذه المقابلة مقدمة للتطبيع بين الدول العربية والكيان الاسرائيلي وبالتالي اقامة علاقات مباشرة بين الرياض وتل ابيب ومن ثمة فتح اسواق المنطقة على البضائع الاسرائيلية تحت مسميات مبادرة السلام العربي الاسرائيلي التي طرحها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة بيروت عام 2002 ؟.اذن هذه المقابلة تعتبر اخطر بادرة اعلامية يقوم بها الاعلام السعودي في هذا الظرف الدقيق الذي يستعد الشعب اللبناني للاحتفال بالانتصار الذي حققه حزب الله العام الماضي وهي في النهاية تعتبر تمهيدا ايضا لاجراء المزيد من هذه المقابلات وبالتالي ذر الرماد في عيون المسلمين والعرب خاصة الشعب الفلسطيني .
حسن هاني زاده – صحفي ايراني
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)