سليم الرميثي
منذ ظهور القاعدة ومشتقاتها ولحد يومنا هذا والاخوة السنة بعلمائهم واكثرية عوامهم ينكرون ويستنكرون جميع الاعمال الارهابية ويدينون جميع الانظمة الحزبية والملكية المستبدة وهذا جيد جيدا ولكن هل هذه هي الحقيقة ام انها غير ذلك؟.ربما احدهم يتهمنا بالطائفية ولكن يشهد الله نحن لسنا كذلك ولانريد الاّ الخير لجميع بني البشر بكل دياناتهم ومللهم ولكن لان الامر يصيب مجتمعاتنا فقط لهذا وددنا ان نكتب ونتسائل..
مثلا في العراق عندما سقط صدام المجرم جميع سياسيي وعشائر الغربية تبرأو من صدام وقالوا انه لايمثل السنة ونحن صدقنا ذلك واخذناها على حسن النوايا..لكن بمرور الايام اتضح عكس ذلك تماما والقوم لايزالون يرفعون صور الطاغية وعلمه ويرفعون شعاراته ويهتفون باسمه اذن من هم السنة الذين تبرأوا من صدام وبعثه ؟..
المثال الاخر في غرب العراق ومايجري الان في جميع المناطق التي يقطنها الاخوة السنة هناك تواجد كبير للقاعدة ومشتقاتها والقتل والذبح على قدم وساق وجميع المفخخات والتفجيرات تنطلق من مناطقهم لقتل الشيعة وجميع الانتحاريين اما عراقيين سنة او عرب سنة..اذن من هم السنة الذين يتبرأون من القاعدة وافعالها وهي تعيش وتنام بين احضانهم وتعيش وتنموا باموالهم وبرجالهم ولم نسمع يوما ادانة لافعال القاعدة والبعث الاّ ما ندر؟
نسمع كثيرا من جميع السياسيين السنة في العراق اسطوانتهم المشروخة ان القاعدة او داعش مدعومة من ايران وهذه مصيبة اخرى تقع عليهم لانها تنفي اتهاماتهم للشيعة بانهم مع ايران او يحصلون على دعمها ولو كانت ايران تدعم القاعدة ومشتقاتها حقا لاصبحت ايران قبلة العرب والمسلمين الثانية ..نحن لاننفي ان هناك اجندات عالمية واقليمية تمول وتدعم العمليات الارهابية في العراق وباقي مناطق العالم ولكن من هو الذي ينفذ تلك الاعمال الاجرامية سواء في العراق او في اي مكان آخر؟
انها الحقيقة المرة التي ابتليت بها مجتمعاتنا والامر من ذلك نرى ان القاعدة في حالة انشطارات وتفريخ للمجاميع الارهابية التي تحمل نفس الجينات ولكنها ايضا تقتل بعضها البعض وتكفر بعضها البعض وهذا ادى الى خراب ودمار جميع المناطق التي يقطنها الاخوة السنة سواء في العراق او في اي مكان اخر.. فاذا لم ينتبه الاخوة السنة في العراق الى النار التي تحيط بهم من كل جانب فستتحول الانبار ومدنها الى قندهار كما هو حاصل اليوم من قتل واجرام في تلك المناطق ولايظن احد ان داعش ستتفق مع جيش النقشبندية او المجاهدين أو مع غيرها من المسميات للمجاميع الارهابية الاخرى..
الشيعة في العراق وفي كل مكان سيبقون يدافعون عن وجودهم حتى آخر قطرة دم وكذلك الطوائف والقوميات الاخرى وهذا معناه مهما بالغ الاخر في القتل والاجرام لن يكون امامه الاّ الرد بشكل اعنف او مماثل وهذا معناه ان العراقيين وسط دائرة من النار لن تنطفيء حتى يحمل الكل قارورة ماء بارد لتكون بردا وسلاما.
حل واحد فقط لاغير وهو الاتحاد مع الشعب العراقي بكل طوائفه وملله وخصوصا مع الشيعة عندها يستطيع جميع العراقيين التحرر من كل اشكال العنف والارهاب..فالعراق للعراقيين فقط ولايمكن ان تكون السعودية ولا كل الدول السنية منقذا لسنة العراق مما هم فيه ولا ايران تستطيع ان تفعل شيء لشيعة العراق اذا لم يدافعوا عن انفسهم ..
السعودية وكل دول الخليج منذ نشأتها لم تكن الود يوما للشعب العراقي حتى عندما كان الحكم سنيا بامتياز فالتاريخ حافل بمؤامراتهم ودسائسهم التي جعلت من العراق ساحة لتنفيذ مآربهم وهي عبارة عن دويلات لاتدافع الاّ عن مصالح انظمتها المتخلفة فقط..
جميع الدول المتحضرة دخلت حروب وصراعات داخلية كالذي يحدث في العراق الان ولكنها في النهاية شعرت بان القتل والحرب لن تحل قضاياهم الى ان جلسوا واعترفوا بوجود الشراكة الحقيقية واحترام بعضهم للبعض الاخر عندها استطاعوا ان يعيشوا بسلام ويبنون ويطورون بلدانهم وعبروا كل المحن وسحقوا كل الخلافات وتركوها وراء ظهورهم..اذن على العراقيين بكل اطيافهم اذا كانوا حقا يحبوا وطنهم ومستقبل اجيالهم ان يتركوا كل الخلافات من اجل عراقهم ليكون وطنا للجميع عندها ستنتهي آلام الحروب ويُبنى الوطن باجمل مايكون..
https://telegram.me/buratha