المقالات

الله .... يعطيك

978 16:39:56 2014-04-10

الحاج هادي العكيلي

هذا الاسلوب مريح للتخلص من المتسول وتبرئة الضمير ، حيث يقال للمتسول ( الله يعطيك ) من قبل الشخص لا يريد أن يساعد المتسول المسكين ، وما أكثر المتسولين في بلدي هذه الايام ، فيرد عليه بأسلوب الهي يعني ضمنياً ( لا أريد أن أساعدك ) وكأنما يريد أن يقول لقد كنت أود أن أساعدك ولكنني مع الاسف لا أمكن ، لذا أرجو من الله عزل وجل أن يساعدك .
حكى الله تبارك وتعالى لنا عن نبيه زكريا عليه السلام 
قال الله عز وجل { هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ } ( 38 )
ثمّ ماذا كانت النتيجة { فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا (وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39 }

وفي موضعٍ آخَـر يقول الله تعالى عن زكريا حين دعاه { فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6 }
والنتيجة { يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا } ( 7 ) 

فتأمّل طِـيب الطلب وزكاته ..
طلب عليه السلام ذرية طيبة ، ووليّ ، ووارث للنبوة ، وأن يكون رضيًّا . 
فأعطاه الله ما سأل ، فكان يحيى ابن زكريا سيّدًا وحصورًا ونبيًّا مِن الصالحين .
إنّ ما يحصل اليوم مِن أخطاء العباد ( الشعب ) المحتاجين للتغيير أنهم يطلبون الله وكفى ! 
ولا يشترطون في دعائهم 
وربما يكون هذا العطاء نِقمة ومِحنة ، بدل أن يكون نِعمة ومِنحة . 

أحد الذين ابتلاهم الله بالعُقم سنوات طويلة وصلت الخمس وثلاثون أو تزيد ، كان يطلب الله الولد ، وكان حلمه أن يرزقه الله ولدًا مهما كان هذا الولد 
فأعطاه الله ولدًا فلما كبُر ، كان عاقًا ، ونغّص على والديه حياتهما ، حتى دعا عليه والده فمات الولد . فلا تجعلوا الشعب العراقي يدعوا على الحكومة فتموت لأنها ولدت معوقة . 
وأخرى رزقها الله بأبناء ذكور ، وكانت تتمنى أن تُرزق بأنثى ، فكانت تقول : يارب ارزقني ببنت حتى لو شعرها خشن !
فأعطاها الله على نيتها ! ، ورزُقت ببنت شعرها خشن والأم لها شعر ناعم جدًا . فرزق الشعب العراقي بديمقراطية فولدت حكومة شعرها خشن والأم الديمقراطية شعرها ناعم جدا ً . 

إنّ الله تعالى ، كريم عليم رزّاق 
يستحي أن يرد عبدًا دعاه ، 
ولكن العبد الفقير ينسى دائمًا أنّ الله هو العليم الحميد 
فيسأله ثمّ لا يشترط طِـيب المسألة 

هذه امرأة عمران تقول كما قال الله تعالى في كتابه { رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } (35 ) 
كانت تشتهي الذرية ، ولكن طلبت أن يكون هذا الرزق صالحًا فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا 

فاشتراط طِـيب الرزق دقيقة مِن دقائق سؤال الله جلّ وعلا 
فربما أعطى الله عبده فطغى وربما فرّج عنه ففجَـر 


فليست كل نعمة هي سبيل للسعادة والطمأنينة والسكينة 

فقد يغترّ الإنسان وقد يضلّ حتى يصيّر نعمة الله مركبًا وسبيلاً للمعصية . 
فتأمل عزيزي القارئ . كيف يعلمنا الله أدباً في السؤال . فالى الشعب المحتاج إلى التغيير ، فإذا سألت فأشترط بحسن الاختيار ، فأنك تسأل كريماً جواداً . وعلى الشعب أن يقول (( اللهم هب لنا حكومة ترعى مصالح الشعب ، وتحافظ على وحدته ، وتسعى إلى توفير الامن والأمان ، وتوفر الخدمات ، حكومة عادلة تنظر إلى الشعب وليس للأحزاب ، حكومة مساواة بين طبقات الشعب على مختلف قومياته وأديانه ومناطقه ، حكومة لا تأخذ بنظر الاعتبار المحاصصة الحزبية ، حكومة الكفاءات ، حكومة تحارب الفساد والفاسدين ، حكومة لا يسود فيها الاستبداد وبناء الديكتاتورية ، حكومة تحتضن ابناء الشعب ، حكومة بعيدة عن الظلم والظالمين ، حكومة تسعى إلى محاربة البطالة ، حكومة تنظر إلى الطفل الرضيع والشيخ الكبير والمرأة بعين الرعاية الاجتماعية والصحية ، حكومة تسعى إلى بناء عراق ديمقراطي متطور ، واجعله في رضاك )) وسيجعل الله بعد عسر يسراً . 
ولا نقبل ان يقول الشعب للمرشحين الصالحين والأكفاء والنزهاء .... الله .... يعطيك ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك