المقالات

الثقافة الشرقية وطبيعة النظام الاجتماعي


بقلم : حسنين جابر الحلو

تعد الثقافة أهم وسائل الاعلام عن طبيعة النظام الاجتماعي لكل مجتمع،ومتابعتها باطار حقيقي متداخل مع اكبر نسبة مع أفراده، لأنها تخدم المجتمع عندما تمكن الجمهور من الاطلاع على النواحي العلمية والاجتماعية في مكان ما، تستطيع بفضل ادراج هذه الوضعية الثقافية وبشكل مدروس ان تحقق نتائج مطلوبة في مجالي العلم والعمل، ولكن مما يبدو ان مركز النظام الاجتماعي لم يفد الا قليلا من رفع نسبة هذه الثقافة لجعلها وسيلة له،وعلى الرغم من أن أي شخص في مجتمع ما يستطيع ان يتأقلم مع ثقافته ولكن هل تستطيع الثقافة أن تدخل الى المجتمع وتؤثر بالفرد بدون متاعب وأذى، وهناك ثمة اسلوب تستطيع به الثقافة ان تدخل الى المجتمع بدون أذى.

ان مركز الثقافة الشرقية في مجتمعنا هو نابع من فكر مجتمعنا ونابع عن أصالته ولايمكن للغير التعالي عليه حيث أن الثقافة الشرقية يجب أن تكون موحدة بين دول الشرق وهي الدول المحصورة بين الهند والصين وما يسمى الشرق الأوسط كلهم مطالبون بحفظ هذه الثقافة التي هي هياكل اجتماعية وانسانية قائمة يمكن الاستفادة منها لغرض تعزيز الواقع بين الأقطار العربية وتوسيع دائرةالمنهجية للوصول الى التكامل الفكري بينها عن طريق التخطيط الذي يسير على أساس الأنشطة العامة (والمشتركة) من أجل تحقيق نجاح الهدف الآني في تحقيق إيجاد ثقافة شرقية حقيقية تستحوذ على قدر كبير من أصالة مجتمعنا بمفهومه الإسلامي، وهنا يجب التأكيد على ان ثقافات الشرق كلها تسير في وجهة نظر واحدة. مؤداه هو هذا الذي اسلفناه لأن للكون روحا واحدا أزليا أبديا،تنبثق منه هذه الأفراد لتقيم على أسطح الظاهر حينا ثم تعود فتندمج كما كانت في ذلك الروح الواحد الخالد وان هذه الكائنات التي تعيش ضمن هذاالإطار الاجتماعي ومن خلال حيثيات الثقافة الشرقية التي لبثت أن تعيد ماأخرجته الى جوفها من جديد، لأنها جعلت الفضيلة والرذيلة ضدين لا يجتمعان،كالجمال والقبح والتقوى والفجور: حيث ان الثقافة الشرقية الأصيلة النابعة من رسالة الاسلام لا يوجد في جوفها الغضب والجشع والفتك والاجرام. بل هيصورة معبرة عن روح العالم وهو في سكونه وصمته، لأن (السكينة والصمت همامن الكون جانبه الأبدي الذي لا تفسده العواطف والانفعالات والكدح العابث المغرور).فالثقافة اذا اتبعت صورة الطمع والجشع والتناحر والقتال، فهي ثقافة عنفوان صدرت عن الشرقيين أنفسهم وثقافة العفة والترفع والسكينة والصمت والتأمل، هي ثقافة التسامح وان لم تصدر عنهم، انما هي ثقافة التسامح للشرقيين سبيلا لتحقيق حرية بمعناها الصحيح، فليست الحرية الحقيقية هي انتقر الكائن البشري كما هو برغباته وشهواته، بل الحرية بمعناها الصحيح هيفي اندماج الانسان بروحه في ثقافة العالم ليصبح جزءا لا يتجزأ من ثقافته ولكن باطار الدين، الثقافة بمعناها الصحيح هي ان لا تخرج عن كيانه الجزئي الفردي الذي تحدرت صفاته وخصائصه حيث يدخل في نطاق الاشياء والتصورات وهنا لابد من اعطاء فكرة عن تصور هذه الثقافة بمفهومها الواسع لأنها حلقة تربط مع المجتمع لتبين وضعه ضمن اطار الفهم المجتمعي الذي يتخذ من هذه الثقافة حصنا له لأنها ثقافة التسامح ثقافة الاسلام ولدليل قول الرسول محمد (ص): ((إني أتيتكم بشريعة سمحاء)).أي فيها التسامح هو الأساس في هيكلية النظام الاسلامي، خاصة اذا اتخذالمجتمع منها حالة يسير على خطاه

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك