المقالات

القبيلة- الغنيمة- العقيدة, ونموذج السنوات المنصرمة..

2139 00:52:27 2014-04-04

محمد ابو النواعير

فيما مضى من الزمن الغابر, أيام الملوك والسلاطين, وأيام من تلبس بلباس الخلافة الإسلامية, وهو ليس أهل لها؛ كان الحكم السياسي في الدول العربية, يقوم على مقومات وجودية ثلاثة, يستلهم منها الحكم السياسي, والحاكم السياسي, ثوابت وجوده وديمومته, وهي: القبلية, والغنيمة, والعقيدة.
بالنسبة للقبيلة, فقد كان لها أثرها الكبير, كمحدد لسلوكيات الحاكم السياسي, في المنطقة العربية بشكل عام, من خلال تشابك أنسجتها الإجتماعية, وإختلاطها مع منظوماتها القيمية, كانت تفرض احترامها على الحاكم؛ وبالنسبة للغنيمة, فقد كانت الحافز الرئيسي, الذي يتفجر كنوع من أنواع الإرادة الجامحة, الراغبة بالسيطرة والإستحواذ, على ما يمكن عده غنيمة أو مكسب, أو ما يمكن أن يوصل الى الغنيمة والمكسب؛ لذا نجد أن قتال العرب(حتى المسلمين منهم في عصر الخلافة الإسلامية والفتوحات), كان لموضوع الغنيمة عندهم, أساس سيكولوجي أصيل, يحرك به الحاكم إرادات جيوشه, ويحفزهم لدعمه ومساندة حكمه أو (خلافته!).
وأما بالنسبة للعقيدة- وهي الأخطر من الكل- فقد كانت تعد عاملا توظيفيا, يجري استغلاله لإيجاد غطاء آديولوجي, لتحرك الحاكم السياسي, في مجال الممارسة السياسية في ذلك الزمن؛ فكانت العقيدة تمثل عامل الجذب الروحي والوجداني, والذي يدفع الجمهور, الى تقديم استسلامهم وتسليمهم, بمشروعية حكم الحاكم, ومشروعية ممارساته (المقدسة!) .

في أيامنا, لم تغب هذه المعادلة السياسية العربية, عن حكام العراق الجدد؛ لذا نجد إن من أهم ما تميزوا به, وعلى مدى سنوات 8, هو قيامها على هذا المثلث التأصيلي, للمارسة السياسية عندهم وعند أفراد حزبهم؛ فالأساس الأول (وهو القبيلة), نجده واضحا صارخا في ممارسة رجال السلطة الحكومية, ممكنين الأقارب وأبناء العمومة والأصهار والأبناء, من التحكم في العراق وفي مقدراته, وفي ثرواته, يميلون به ذات اليمين وذات الشمال؛ صفقات مشبوهة, أموال مهربة, أملاك وناطحات سحاب, في دول أجنبية وعربية تسجل بأسمائهم.

أما الغنيمة, وإن كانت متداخلة مع عنصر القبيلة, إلا أن ما ميزها, هو تقريب كل من أراد أن يغنم من العراق, ومن ثروات العراق, فتحول البلد الى مرتع للمفسدين, بل وقام الحاكم بجعل المفسدين مادة حكمه, ومداد فكره, وآية ملكه؛ بل قام بما هو أدهى: حرب الصالحين, وما خطوة محاربة ثلاثة من أنزه قادة ملف النزاهة في العراق, وهم : راضي الراضي, وموسى فرج, وعبد الرحيم العكيلي؛ إلا دليل على أن مبدأ الغنيمة, قد إستغرق في كل ثنايا التفكير السلطوي.

وأما العقيدة, فلا أعتقد أن الموضوع يحتاج الى شرح طويل ومفصل, والتأريخ القريب, لم يجف حبر من دونه, وهو يشهد بأن من كانوا من دعاة حمل راية: يالثارات الحسين, يالثارات الشيعة, يالثارات الإسلام؛ ما أن استتب لهم الأمر, حتى جسدوا أروع صور الإنقلاب على الأعقاب, فواضح ما هم فيه من تسلق أكتاف العقيدة, كسلم ناجح ومفيد, للوصول الى الغايات السياسية (الشخصية والحزبية والفئوية الضيقة!).
هل هناك أحد بعد كل ذلك, يؤمن بأن هذه الزمرة, تسعى فعلا لإقامة دولة مدنية وعصرية عادلة, تُحتَرَم فيها كرامة المواطن, ودمه وثروات بلده؟
لا أعتقد ذلك !
محمد أبو النواعير- ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالآديولوجيات السياسية المعاصرة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المغترب النجفي \ كندا
2014-04-04
الشيعه اليوم في مفترق طرق اما باطاعة المرجعيه والخلاص من كابوس الفساد والتطرف وادعياء الدين الذين برزو صورتهم الحقيقه بدون ورع والمشكله في الرعاع التي تطبل لهم وتدافع عنهم وتشن حملتها بالشتائم والتدليس واما اعلان ليزيد عصر جديد يتخطفهم ويذهب بهم الى هاوية جهنم وخسران امامهم المنتظر الذي ينتظرونه بعد هذا الغياب وليس بغريب عندما اقرأ لروايات اهل البيت عليهم السلام ان من الشيعه من يقاتل الامام روحي فداه فهيه الان نراها بأم أعيننا يدعمون الفساد ويتركون الصالحين ولم يمتثلو لامر المرجعيه الذي هو واجب حق بقول الامام المنتظر ويقصد المراجع هم حجتي عليكم وانا حجة الله تعالى ..... فالخسران والضياع وسوء العاقبه هيه بترك وصية المرجعيه .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك