المقالات

الامتحانات الوزارية ودموع الطلبة


بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين

إذا طرحت سؤالاً في أي محفل ولدى أي شريحة عراقية عن الاوضاع التي يعيشها العراقيون فماذا تتوقع ان تسمع؟. بالتأكيد انك ستسمع جوابا واحدا (أزمة في كل شيء) في الوقود، والكهرباء، والماء، والامن... الى آخر القائمة المعروفة.. وهي طويلة، لكن الأكثر من المصطلح العراقي (ماكو أو أزمة) هو توأمها الـ(اكو) وهذا ما ينطبق على عكس ما ورد بالقائمة اعلاه وهنا لا نريد الخوض في هذا الموضوع باعتباره بعيداً عن نافذتنا هذه.وزارة التربية ممثلة بشخص وزيرها الموقر الدكتور خضير الخزاعي الذي بذل جهداً مشهوداً بها ولها من اجل النهوض بالواقع التربوي العراقي الذي ورثته التجربة العراقية الحديثة من العهد الغابر كإرث ليس فقط ثقيل انما ركام لا يمكن اصلاحه.

نقول: ان وزارة التربية خطت خطوات عظيمة في مجالات تحديث المدارس ورفع المستوى المعيشي للمدرس والمعلم واعادة الآلاف من المطرودين والمفصولين السياسيين الى مديرياتهم ومدارسهم واحتسبت وبطريقة قانونية سهلة مدة فصلهم السياسي لاغراض العلاوة والترفيع والتقاعد بل وانها نجحت حتى الآن من تطوير الاداء التربوي سواء من خلال التجهيزات الحديثة واعادة تأهيل المختبرات المدرسية وادخال مادة الحاسوب اليها، ام من خلال اجراء تنقيحات هائلة على المواد التدريسية محور العملية التربوية، الا ان الوزارة (ابكت) هذا العام ابناءها الذين انتهوا تواً من اداء الامتحانات الوزارية، فبالرغم من ان الطالب العراقي قد حملّ نفسه جهداً لم يتحمله مخلوق قط لتجاوز مرحلة دراسية قاسية بظروفها الامنية والخدمية وبالرغم من اكثر الطلاب قد اضطر اهاليهم لادخالهم بدورات مكثفة خلال الشهر الذي سبق الامتحانات، وبالرغم من الدورات التي قامت مدارسهم بفتحها خلال الفترة المذكورة، وبالرغم ايضاً من ان بعض العوائل استأجرت مدرسين كفوئين لمساعدة ابنائهم على تخطي هذه المرحلة الدراسية التي هم فيها، وبالوقت الذي كان طلبتنا واسرهم قد وضعوا بحساباتهم من ان الجهات المختصة في الوزارة ستضع نصب عينيها الظروف الخدمية التي تمر بها البلاد اثناء وضعهم للاسئلة التي سيجد الطالب نفسه وجهاً لوجه امامها مع بدء الماراثون الامتحاني، جاءت الاسئلة هذا العام وكأنها كابوس قد خيمّ على طلبتنا دون استثناء بل ان البعض منهم انتابه الاعتقاد بان الاسئلة كانت بمثابة انتقام مجهول من الطالب لاسباب لم يعرفها احد، وقد ذهب بعض المعنيين لمقارنة اسئلة هذا العام بالاسئلة الوزارية لاربعة سنوات خلت فوجد انها لن تلتقي مع مثيلاتها حتى بنسبة الـ 5% لا من حيث الكيفية ولا من حيث النوع الامر الذي جعل طلبتنا يذرفون دموعاً غزيرة على بوابات مدارسهم وهم يرون العناء الذي تحملوه قد ذهب ادارج الرياح نتيجة استخفاف بعض المسؤولين عن وضع الاسئلة بمصائر مئات الآلاف من ابنائنا الطلبة واسرهم.

فكما عودنا السيد الوزير بمبادراته الابوية الكريمة تجاه ابنائه الطلبة فها نحن نؤدي امانة حملونا اياها بايصال صوتهم الى المسؤول الاول في الوزارة لينظر بعين الرحمة الى دموع هؤلاء الاعزاء، وقد شاهدت انا بنفسي الصورة البكائية لطالبات الصف السادس الاعدادي بعد خروجهن من امتحانات مادة الفيزياء عندما كنت في احدى المحافظات الجنوبية المعروفة بذكاء طلبتها وكل طلبتنا هم كذلك.

نكرر رجاءنا للسيد الوزير ان يكون حاضراً بابوته مع ابنائه الطلبة يوم توزيع النتائج فكل الدلائل تشير الى ان الطلبة باتوا ينظرون الى ذلك اليوم وكأنه يوم قيامة اولئك الفتية، وهذا ما نخشى مردوداته ونتائجه الكارثية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مواطن
2007-07-15
لم يقتصر الامر على الاسئلةالوزارية في الوسط والجنوب بل تعداه حتى الى المدارس العربية في اقليم كردستان,, حيث لم تحسب بالحسبان الظروف القاهرة لعوائل الطلبة وابناءهم ,,, صحيح انهم سكنوا في اماكن اكثر امان من الوسط والجنوب لكن التاثيرات السلبية لا تزال تؤثر عليهم خصوصا وان كثير من العوائل تركوا ديارهم في السنة الاخيرة لعلهم يفيدوا ابناءهم لكن الاسئلة كانت مخيبة للامال
ام منتظر
2007-07-11
شكرا لك اخي الكاتب لطرحك هذا الموضوع الحساس والمهم جدا وخاصة في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها شبابناالمظلوم والتي تستوجب منا الوقوف الى جانبهم ودعمهم وتشجيعهم لتخطي الازمة وتجاوز المرحلة لانهم هم املنا ومستقبلنا المشرق باذن الله بارك الله فيكم ودمتم اوفياء مخلصين لهذا البلد الجريح وكلل مساعيكم بالنجاح ان شاء الله
المهندسة بغداد
2007-07-11
اعان الله طلبتنا وهم يعيشون ظروف قاهرة سبقهم اليها غيرهم مع ايقانهم بمظلومية الخمس درجات الصدامية التي تدمر كل طالب واليوم لا نتمنى مطلقا ان يتالم اي طالب نتيجة مظلومية وان الله لايضيع اجر عامل وواقعا ان وزارة التربية من الوزارات التي تخطو بخطوات ناجحة بفضل قيادتها الناجحة والمميزة في تخطي الصعوبات الجسام وان كانت بخطوات بسيطة لكنها جيدة ومتاكدة من انها ستسمع للطلبة في حال اي شكوى منهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك