المقالات

البنية الأخلاقية

1824 2014-04-02

المهندس زيد شحاثة

تحتاج الدول إلى فترة طويلة, وصرف أموال كثيرة, وجهود جبارة, وخبرات عالية لتنجح في بناء قوات أمنية, أو جيش وطني لحمايتها بشكل صحيح وكفوء.
كثير من مدارس الفكر العسكري أو الأمني, تهتم بموضوعة الاحتراف والقوة القتالية, وهذا منطقي للقوات الخاصة بحماية حدود الوطن, فيما تختلف قوى الأمن الداخلي من حيث الأولوية لمهامها, فيبقى الاحتراف والمهنية والقوة والحزم في مقدمة مميزاتها المنشودة, لكن يضاف لها كأولوية مهمة , بنية أخلاقية تؤطر عملها كونها تتعامل بشكل مباشر مع المواطن.
أظهرت حادثة قتل الصحفي الأكاديمي محمد الشمري خللا كبيرا في البنية الأخلاقية لقواتنا الأمنية, وكيفية نظر المواطن إلى رجل الأمن, وكيفية تعامل رجل الأمن مع المواطن.
للكلام بموضوعية, يجب أن نركز على قيمة المواطن كانسان بغض النظر عن منصبه أو عنوانه أو مهنته, وأي مواطن عراقي له كامل الحقوق, وهو سيد..وكل من في الدولة من رئيسها إلى اصغر موظف فيها من حيث الدرجة الوظيفية, بمثابة الخادم.. لدى هذا المواطن الفرد, والشعب عموما.
رغم أن حادثة الشهيد الشمري, أخذت صدى إعلاميا ربما نتيجة استغلالها سياسيا, وانتخابيا, ومن جهات كثيرة, وتسويقها إعلاميا من قبل كثير من القنوات الفضائية, وكل منها له أسبابه في هذه التغطية, إلا أن هذا الاهتمام أفاد وبطريقة ما في الكشف عن التراجع الخطير في الأسس والمبادئ الأخلاقية لقواتنا الأمنية..بل ولكل نظام حكومتنا, والدولة بكل مفاصلها, من حيث التعامل مع مواطنها!.
بناء قوات محترفة وقوية ومنظمة ولها مهابة في قلب العدو قبل الصديق, مطلب وطني وضرورة إستراتيجية لحماية حاضر ومستقبل العراق, لكن يجب أن لا ننسى أن تلك القوات هدفها الأساسي,هو حماية امن وراحة المواطن نفسه, وإلا فلا حاجة لوجودها أن لم تحقق هذا الهدف..فكيف أن عملت بعكس ذلك؟!.
الجهد والتضحية التي يقدمها كثير من رجال الأمن, خرافي ويفوق التصور, من حيث البطولة والشجاعة والصبر على التعب والتهديد, وحجم التضحية..لكن لا قيمة لكل ذلك أن لم يكن لمصلحة الوطن..وفي خدمة المواطن العراقي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك