المقالات

أطمح أن أكون.. مواطن

1368 20:52:20 2014-04-01

مديحة الربيعي

أن تعيش في بلد, وتحمل جنسيته وتنتمي له تاريخاّ وفكراً, حتى أن جذور ألانتماء تلك تضرب عميقاً في روحك قبل عقلك, كل ذلك تلك المؤشرات تحتم أن تكون مواطناّ لك حقوق وعليك واجبات, هذا هو المفروض, أذا ما أختلت تلك المعادلة, فأعلم بأنك أنسان مسلوب الحقوق مناطٌ بواجبات.
المواطن يعطي يقدم يضحي, يجوع يتألم, يفقد في كل يوم عزيز, ويقدم القرابين على مذابح الحرية, بكل ألاوقات , وبشتى السبل,بين شهيدٍ في أرض المعركة, وشهيد لمقارعة الظلم, وشهداء بسبب التفجيرات, وقائمة العطاء والتضحيات تطول, في العراق, حتى أني بت أعتقد أن نخل العراق باسقاً لأنه يروى بالدم لا بالماء, لذلك هو أقوى من ينحني.

أما المسؤول, فدوره في البلاد يتمثل في التسلط, فرض ألاحكام, اتخاذ القرارات الفردية, السفر التجوال, شراء المنازل الفخمة, والبحث عن ألامتيازات والمخصصات, والصراع على الكرسي, والسعي للتوريث الحكم لأهله وأقاربه, ماعدا ذلك ليس على قائمة أهتماماته.

تلك الصورة التي تمثل حقيقة الهوة الكبيرة, بين المواطن والمسؤول والفرق بين حياة الحاكم والمحكوم, أشبه بطريقة عيش الظالم والمظلوم, في تلك الحالة لا يوجد في بلادي مواطنين بل نحن نطمح أن نكون كذلك, نتمنى أن تكون قيمة العطاء التي يقدمها المواطن تتناسب مع قيمة الخدمات, أن يجد العراقي من يسمع صوته, ومن يخدمه, من يكون مسؤولاً عن توفير لقمة العيش للأرامل, ويرى اليتيم بنفس العين التي يرى فيها أبن الوزير, لا أن يكون أعمى أمام اليتيم, ويرى أبناء المسؤول بألف عين, تنطبق على كل من يفعل, ذلك ألاية الكريمة" فأنها لاتعمى ألابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" (الحج46).

لا نحتاج حاكماً أعمى, بل نحتاج من يبصر شعبه بقلبه قبل أن يراهم بعينه, من يحكم بالحق, ويرى أن شعب العراق قدم وأعطى وضحى, ويستحق العيش أفضل من بقية الشعوب, نطمح أن لا يعامل المسؤول الناس بدرجات يحددها هو وطغتمه , مواطن من الدرجة ألاولى والثانية,حتى أن البعض ليس لهم درجة وهذا هو حال عموم أبناء الشعب من البسطاء والفقراء وكبار السن.

يحتاج العراقي أن يعامل كمواطن, فالمسؤول الذي ينظر لمن يحكمهم بأنهم مواطنون, وليسوا عبيداً يسوسهم, في تلك الحالة فقط, سيرى أن لهم حقوق, ويحرص على أن يخدمهم قبل أن يفكر, في أن يحكمهم, من يفكر بأنه خادم لشعبه وليس حاكم, ذلك هو نموذج القائد الذي يعامل العراقي بأنه مواطن ويبحث عنه الجميع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك