المقالات

هل تعرفون هؤلاء..من هم؟؟؟

1569 2014-03-30

الدكتور يوسف السعيدي

هل تعرفون هؤلاء..من هم؟؟؟
كانوا نسيا منسيا...
لم يعرف احد دوراً لهم...
ولم يعرف احد موقفا استثنائيا لأي منهم..
لم يواجهوا الموت...
وما عانوا مرارة الاعتقال والتعذيب...
فالذين استشهدوا على اختلاف الملل والنحل... والذين اعتقلوا ودارت اجسامهم مع مراوح السقوف المربوطين بها... والذين نكبت عوائلهم وشردت...
الكثير من هؤلاء ما برحت اسماؤهم مجهولة، وافعالهم تطفو شذرات بين الحين والحين..
أما المتبجحون، والذين صار بعضهم قادة لبعض الحركات ومسؤولين في بعض مفاصل الدولة، واصحاب قرار ورأي... فهم الذين قطفوا ويقطفون الثمار ويفرضون رغباتهم على الناس ويمارس بعضهم شتى الجرائم دون حسيب... ويرتكبونها بأنفسهم تارة ...وتارات بواسطة من يسوقه الطمع لان يجري خلفهم..
وتنهال عليهم الاموال من كل حدب وصوب...
ومحاطون بالرعاية والحماية...
كل نضالهم، أو نقول جهادهم لكي لا يغضبوا، انهم كانوا في دول اجنبيه... لاجئين اولاً ثم مواطنين يحملون جنسية هذه الدول، وفي الحالين ظلوا ينعمون بلذائذ العيش الرغيد...
وصاروا اغنياء بافراط من تخصيصات المعارضة وتراكمت في ارصدتهم الملايين، ولم يتكرموا بنتفة مما قبضوه باسم المعارضة على عائلة مشردة، تعيسه لان ولي امرها كان معارضا بحق للنظام الدكتاتوري الارعن مقتولاً أو سجينا أو ممنوعا من العمل...
وفجأة وبقدرة قادر........اصبحوا مسؤولين وقياديين هنا وهناك....
لكنهم لم يقودوا العراق لما فيه الخير بل قادوه نحو الفواجع والمآسي، والموت المعفر، وجعلوه ساحة القتل بالجملة، والاغتيالات، والخطف، والتهجير، وفساد الذمم، والإفلاس، والخواء الفكري والسياسي...
بعضهم صار يسمى الاستاذ فلان او صاحب النيافه او السماحه وهو لا يجيد (فك المكتوب) كما يقول أهلنا في الجنوب، وصار قائداً لمليشيات مدججة بأكثر الأسلحة فتكا وكان يكفيه لعبة (اتاري)... شريطة ان تكون بسيطة لا معقدة.... وبعضهم رسم على وجهه الكآبة وصارت تبدو على سيماه نفس مريضة شحيحه حيث اصبح رئيس حزب، أو عصابة، أو هيئة،.
وولد آخر ....يتصرف كما لو كان سياسيا بحق وهو لم يقرأ سوى (زي،زي)....
بعض هؤلاء هم الذين يملأون الدنيا ضجيجا ويتباهون باعتبارهم وطنيين اقحاح...
لقد تنكروا حتى لأمريكا التي جاءت ببعضهم ....
وان هذا لعمري امر طبيعي... فالعميل يتبع من يدفع أكثر، أو من يستمر بالدفع دون توقف أو يتبع الجهة التي تهدده وتخيفه... لأنه على الحياة احرص... تاركا الجنة للمعدمين من الناس...
وفي ظن هؤلاء ان الناس سيصدقون أنهم وطنيون، وسيباركون لهم مواقفهم، وسيزدادون فخراً ومع الفخر مالاً، وسلطة، وجاها...
لكنهم من فرط الغباء واهمون...
فالناس تميز بين الوطني الحقيقي والوطني صناعة (تايلاند)....او صناعة (تايوان)....
والناس يعرفون دوافع هؤلاء وكانوا يشدون على أيديهم لو كانت دوافعهم وطنية حقاً، لكنها مواقف لخدمة دول أجنبية ....لها مآرب ومصالح....واستراتيجيات....
لا علاقة لهم بالعراق...
لا يهمهم دماره...
لا يأبهون اذا أصبح العراق خاليا من أي قوة حقيقية تحميه بل يرحبون بذلك ويسعون اليه.
ليس لهم صلة بالشعب المحروم أو ما يسمونهم المستضعفين بل انه من الخير لهم ان يزداد المستضعفون ضعفا ويزدادوا هم غنى...
لكن هؤلاء ومن فرط الغباء ايضاً قد اخطأوا الحساب...وراهنوا على الجواد الخاسر، ووضعوا كل بيضهم في سلة واحدة جاهلين أو جعلتهم الرغبات متجاهلين... ان هناك خطوطا حمر، وان المهرجين في دهاليزهم فقط هم مسموح لهم بالثرثرة... اما خارج هذه الحدود فان هناك هراوات تقصم الظهور......
أما مصيرهم فهو على النقيض من الادعاء لان العالم لا يحركه اللغو الفارغ.... أنما تحركه قوى جبارة، منظمة، تعرف ما تريد، ومتى تحقق ما تريد.....
ورحم الله من عرف قدر نفسه فصانها.....
الدكتور
يوسف السعيدي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك