المقالات

دولة الرئيس.. البقاء للأصلح

1052 01:43:08 2014-03-26

ضياء رحيم محسن

دائما ما يتم تداول عبارة (البقاء للأصلح)، فماذا تعني هذه العبارة؟ وهل أن الأصلح هو دائما من نراه يشغل المنصب المناسب؟، بحسب القاعدة التي تقول (الرجل المناسب، في المكان المناسب)، ولماذا تصرح هذه القاعدة بأن يكون الرجل المناسب، في المكان المناسب؟ أليس التجربة هي التي تجعل من الشخص الذي يتبوأ موقع المسؤولية؛ عالما ببواطن الأمور في مهنته؟ وبالتالي فإنه بعد مدة معينة يكون مناسبا لهذا العمل، بحكم الخبرة والتجربة.
هذه الأسئلة وغيرها الكثير، تدور في رأس المواطن، وهو يرى حال البلد طيلة السنوات التي مضت، بعد أن إستبشر خيرا بسقوط نظام صدام، في نيسان 2003، ويبدو أن الدنيا تستكثر على العراقيين الفرحة؛فلسان المواطن يردد (يا فرحة التي لا تمت).
لست هنا في وارد تقييم شخص السيد المالكي، بالقدر الذي أحاول فيه؛ تقييم تجربة ثماني سنوات من فترة حكم دولة الرئيس، فبعد إعتراض التحالف الكوردستاني على الدكتور الجعفري، على توليه رئاسة الوزراء، لأسباب معروفة للجميع، تولى السيد المالكي بدلا منه رئاسة الوزراء، لأنه كان من حزب الدعوة الذي يعد الدكتور الجعفري من منظريه، و إستبشر الناس خيرا، خاصة بعد خطة فرض القانون، والتي ضرب فيها دولته المليشيات، التي كانت تعيث الفساد والرعب في البلاد، حتى أن دولته بعد أن شعر بأن الناس بدأت تميل الى صفه، شكل كتلة أسماها (دولة القانون) نزل فيها في الإنتخابات البلدية، ونجح فيها أيما نجاح.
كان من المؤمل بالسيد رئيس الوزراء، هو الذي يملك هذا القدر الكبير من السلطة ( التنفيذية في المركز) والتشريعية والتنفيذية في مجالس المحافظات، وبعد أن إستقرت الأوضاع الأمنية في المحافظات الجنوبية والوسطى (على أبعد التقديرات) أن ينهض بالواقع الخدمي والعمراني فيها، إذا ما أخذنا بنظر الإعتبار أن أغلب هذه المحافظات منتجة للنفط، بالإضافة الى أنها تتمتع بأراضي واسعة صالحة للزراعة، وهناك من الأيدي العامة، والتي لها خبرة في المجال الزراعي، 35% من سكان هذه المحافظات يعملون (أو كانوا يعملون في الزراعة).
الذي حصل فعلا، هو أنه أيا من هذا الذي قلناه لم يحصل، بسبب ضعف الأشخاص المتصدين؛ لموقع المسؤولية في هذه المحافظات، والفساد المالي والإداري المستشري؛ في جميع مفاصل الدوائر الحكومية، سيقول البعض بأن الشركاء في العملية السياسية، هم من يحاول وقف عجلة التقدم في البلد، وقد يكون هذا القول فيه شيء من الصحة؛ لكن الأصح منه، هو أن المواطن ينظر الى القائد ماذا يفعل، فالقطيع عندما تراه يسير بنسق واحد؛ فإنك تلاحظ بأكبر خروف في القطيع، هو الذي يمشي ورائه بقية القطيع.
ملخص القول بأن السيد رئيس الوزراء ( مع تقديرنا لتاريخه النضالي، في مقارعة النظام السابق، ومحاولته تقديم الأفضل لأبناء بلده؛ لكنه فشل في تحقيق ذلك، بسبب كونه محاط بمجموعة من العاملين، الذين لا هم لهم؛ سوى ملئ جيوبهم من أموال العراق، ويصورون له بأن البلد بخير، ويمنعون الناس من الوصول إليه وقول الحقيقة كما هي، وهناك حديث للإمام الصادق عليه السلام يقول فيه (( أخوف ما أخاف على أمتي، خفق النعل من خلفهم)).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك