سامي جواد كاظم
المصطلحات الغربية التي توافدت على العراق عبثت بالوضع العراقي نتيجة المزاجية في ترجمتها على ارض الواقع وسبب ذلك الثغرات المبهمة في الدستور والذي جاء اجمالا بكل فقراته وليس تفصيلا مما جعل أي مسؤول يستطيع ان يفسر أي فقرة تحلو له لصالحه .
فالرئاسات الثلاثة الجمهورية والوزراء والبرلمان هي اقاليم بحد ذاتها تتثمل بمن يتبوء مناصبها الرئاسية ويستطيع أي اقليم رئاسي مخالفة البقية والكل يتحدث عن ما منحه الدستور من صلاحية فان صحت فالدستور فاشل وان اخطات فالرئاسات فاشلة .
الامر ذاته تجده لدى الوزراء فكل وزير هو فيدرالية بعينها حيث ان الوزارة هي محافظة تابعة له يستطيع ان يشرع قوانين ويتخذ اجراءات وكلها طبقا للدستور فالوزير الكردي او السني او الشيعي تجد وزارته تبع لمذهبه او قوميته في تعيين موظفيها او اداء عملها ، فاذا استهدف وزير ما من طرف ما فان بقية الوزارات التي هي من نفس مذهب او قومية الوزير تتعاطف معه ، وهذا الامر حتى على مستوى المؤسسات الادنى من الوزارة .
هذه الثقافة السياسية المقيتة هي التي جرت العراق الى ماهو عليه الان والاخطر مافي ذلك عندما تكون المؤسسات العسكرية والامنية خاضعة لمثل هكذا معايير خطيرة ،فالاثار السلبية باتت واضحة على الساحة العراقية والكل يتحمل هذه النتيجة.
مسالة الغاء او تقليص السيطرات حسب ما جاء مؤخرا من قبل رئيس الوزراء فانه امر متاخر جدا لان الشارع العراق بح صوته مع كل تفجير يقع في العراق تكون نقاط التفتيش هي المسؤولة بالدرجة الاولى اما لاهمالها او لتواطؤها والاخير هو الارجح ، واما المساكين الذين ليسوا من هذا او ذاك فكثيرا ما يتعرضون لاعمال ارهابية تؤدي بحياتهم .
الطائفية والنعرات القومية سببها يعود لمن تسنم المناصب السيادية ومن تلبس بلباس الدين من كل الطوائف والمذاهب حيث انهم زادوا من هذه الثقافة الكريهة وبات المواطن يتعجب من أي موقف ايجابي يقوم به السني للشيعي او الشيعي للكردي او الكردي للسني والمسيح كذلك وبقية الطوائف وكاننا لم نكن في يوم ما متحابين فيما بيننا .
هل رايتم دولة من غير رئيس جمهورية كما هو عليه الحال في العراق ؟ هل رايتم دولة من غير وزير دفاع او داخلية كما هو الحال؟ هل رايتم دولة بالاجماع الطائفي والعرقي الوزراء واعضاء البرلمان ينسحبون بل ويستقيلون ومن ثم يعودون والسبب اغراض مذهبية وعرقية خبيثة دون الالتفات الى مصلحة الشعب العراقي .
اضحك كثيرا وكثيرا جدا عندما اسمع التحذير او الاتهام لمن استعجل الدعاية الانتخابية قبل موعدها ، فهل من يقوم بذلك يكسب اصواتا اكثر ؟ هههههههههه وبصوت عال
نعم هنالك اخيار من كل الطوائف لكنهم القلة والقلة جدا ولايستطيعون ان يعملوا شيئا للعراقيين والنتيجة هم والعدم سواء
https://telegram.me/buratha