المقالات

فاجعة آمرلي...... ماذا بعد؟؟


( بقلم : د.محمد الصالحي )

مجزرة أخرى بحق التركمان الشيعة.... بالأمس كانت طوز خرماتو و قبلها تلعفر و اليوم آمرلي..... أكثر من مائة شهيد و ضعفهم من الجرحى... الحزن يخيم على الوجوه... الأيتام يندبون أباءهم و أمهاتهم... الأرامل يندبن رجالهن المعيلين ... الأمهات يبكين اطفالهن الذين قضوا بلا ذنب .... الجرحى يئنون من الألام....الدماء في كل مكان و حيث وجدت تواجد الحزن... تراجيديا إنسانية صنعتها أيادي الشر و الكراهية من أتباع الضلالة..... مسلسل المآسي يلاحق التركمان الشيعة ، هذه المجموعة المؤمنة بربها لا لسبب سوى أنهم شيعة محمد و علي..... في زمان البعث قدم التركمان آلافا من الشهداء و اليوم تلاحقهم مفخخات البعثيين و الوهابيين .

بلا شك فإن الجريمة لم تأتي بطريق الصدفة.. فهناك من خطط لهذه المجزرة.... وهناك من سهل دخول السيارة المفخخة... هناك من نشر الفكر السلفي الضال و دعا له... هناك من أرسال الأموال من دول عربية مجاورة لتمويل هذه العملية... هناك سياسيون عراقيون يدافعون عن الجماعات التي ارتكبت الجريمة .. ( إنها مقاومتهم البائسة) التي تجلب لهم مكاسب سياسية.... المجازر و الجرائم التي يرتكبها السلفيون و البعثيون مستمرة..... و نحن نكتب هذه الكلمات هناك من يخطط لارتكاب جريمة أو جرائم أخرى... هل نحن على علم بذلك؟؟؟... هناك من يريد قتل الناس بأي طريقة فهل أعددنا العدة لحماية أرواحنا و مقدساتنا؟؟؟؟.....القتلة ليسوا جماعة صغيرة... إنهم منتشرون في كل أنحاء العالم ... هم يحملون فكرا ظلاميا .. ينعتون الجميع بالكفر و الشرك فإزهاق الأرواح لديهم واجب شرعي كالصلاة و الصوم... لذا فهم يتفننون بالقتل .. و هم يوغلون بسفك الدماء فشيخ إسلامهم يحث على ذلك ... و أئمة مساجدهم المنتشرة داخل و خارج العراق تحث على ذلك... هم قوم لا أمان لهم.... لا إنسانية لهم .... طبيبهم يقتل ... أئمة جوامعهم يقتلون و يغتصبون ... صحافيوهم يمارسون القتل ... سياسيوهم على نفس النهج.... فتاواهم و كتبهم تنشر الحقد و الكراهية .... هم لا يستطيعون العيش مع الآخرين لذا فإنهم لا خيار لديهم سوى أن يذبحوتا.... فماذا نحن فاعلون؟؟؟

بعد كل هذه المجازر و المآسي التي حلت بشيعة العراق يستغرب المرء كثرة هذه الجرائم و تكرارها بنفس الطريقة و الأسلوب... نحن مستهدفون... نعم نحن مستهدفون ..... و سنظل مستهدفين لعشرات من السنين فالفكر الوهابي قد انتشر في العراق أتباعه كثر ... و سيواصل القوم (جهادهم) المزعوم بقتلنا و ذبحنا... و لن تتوقف مفخخاتهم ... و لن تتوقف بهائمهم البشرية عن تفخيخ أنفسها .... و سوف لن يتوانوا عن إبتكار كل الطرق الشريرة لقتلنا .... علينا أن نعترف بأننا لم نعد العدة لهذا اليوم و أننا لا نملك الحس الأمني أو الثقاقة الأمنية... لذا فالجرائم سوف تتكرر ما لم تنتشر الثقافة الأمنية بيننا. الكل مسئول عن توعية الأمة... على رجل الأمن أن ينشر هذا الوعي.. رجل الدين بحاجة لتوعية الناس و حثهم على أخذ الحذر و الحيطة... نحن بحاجة لإدخال الثقافة الأمنية في المناهج الدراسية و الدينية فالخطر المحدق من النواصب هو أكبر من أن يواجه بالطرق التقليدية...علينا حماية أسواقنا و مدارسنا و مساجدنا و حسينياتنا ..... علينا حماية أطفالنا و نسائنا و شيوخنا .... المسئولية كبيرة و على المجتمع الشيعي أن يقوم بحماية نفسه... لا عذر بعد اليوم .... اللامبالاة و السذاجة في التعامل مع الواقع الأمني الجديد سوف ياتي بمزيد من الكوارث....

حتى لا تتكرر فاجعة آمرلي علينا أن نعمل الكثير فما نيل المطالب بالتمني و لكن تؤخذ الدنيا غلابا........رحم الله شهداءنا الأبرار و أسكنهم فسيح جنانه و ندعو الله سبحانه و تعالى أن يمن على جرحانا بالشفاء العاجل و لا حول و لا قوة إلا بالله ، و إن لله و إنا إليه راجعون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المهندس محمد البياتي
2007-07-09
من خلال الاحداث التي تجري في البلاد نجد ان الارهاب الاعمى والتكفير تمد يدها لتطال الابرياء من اهالي مدينة امرلي والتي هي من المدن المسالمة ورغم لاحداث المفجعة بالبلاد لم يحدث فيها اي خلافات طائفية ولكن مع كل هذا نجد الارهابيون والبعثيون والتكفيرون لم تروق لهم بان ينعم اطفال هذه المدينة بالراحة والسلام ومن منبركم اناشد الحكومة بان تقف الوقفة الشجاعة لمساندة اهالي مدينة امرلي التي كانت وما زالت مويدة لهذه الحكومة .وليعلم كل من يويد من هذه الاجرام بان اهالي امرلي ارداة اهالي امرلي اكبر من احقدهم
ام علي
2007-07-08
الاخ محمد من الكويت حكومتنا لا حوله لها ولا قوى السعوديه مصر الاردن والخليج باكمله يحوك مؤامرات ضد العراق لافشال الديمقراطيه الجديده بالعراق ويريدون الحكم للاقليه لاننا شيعه وكرد وتركمان ومسيحين واديان اخرى لازم نعيش مواطنين من درجه ادنى من العرب السنه ولكن بعض اهلنا السنه يرفضون ذلك ولكن البعض الاخر من البعثيه والقومجيه ومن جبهه النفاق والحزب الا اسلامي جواسيس للمخابرات العربيه وهم يضغطون على حكومتنا ويحركون باموال نفط السعوديه (رشاوي)للاجانب حتى يقيدو صلاحيات الحكومه حتى ينتشر الارهاب وتسقط
أبو محمد
2007-07-08
أيها الاخوة العراقييون الاعزاء ... والله بأن ما تنقله الأخبار إلينا عن مجازر هؤلاء الانتحاريين المجرمين يُدمي قلوبنا ...خاصة وأنهم محسوبين على المسلمين السنة وإن كانوا سلفيين. وكلنا نعرف مشايخهم ومصدر فتاويهم وهي في السعودية . فلماذا لا تضغط حكومتكم على الحكومة السعودية لتوقيف فتاوى ذبح الشيعة العراقيين الابرياء ؟؟؟؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك