المقالات

إعادة استنساخ "يا كاع ترابك كافوري"

1970 2014-03-19

عبد الله باقر الانصاري

أثناء الحرب العراقية الإيرانية، حين كانت ماكينة الحرب تطحن شباباً بعمر الورد، لتنتج آلاف الأيتام والأرامل، تفنن صدام ورفاق البعث "المتخصصين في هذا المجال"بوسائلهم المختلفة"، لخلق أجواء النجاح والنصر والتقدم، وإقامة حملات الدعم، وتحشيد الرأي العام العراقي الملتهب ضد ما يجري، بأناشيد وقصائد حماسية، تحاول امتصاص الغضب، والمأساة على ارض الواقع، وتصور الهزيمة انتصار، وتنشد للشعب المغلوب على أمره " يا كاع ترابك كافوري ".

يتكرر مشهد التضليل، في ظل الإخفاق السياسي والاقتصادي والعمراني والأمني، مضافٌ لها فساد وخدمات متراجعة، لحكومة لا يختلف اثنان على فشلها. حكومة يحاول قائدها لملمة ما يمكن، وإنقاذ ماء وجهه بعد 8 سنوات، فيواصل الاستعانة "بزبانية البعث السابق"، لتزداد سياسة التضليل التي يتقنها "الرفاق" وحدهم، لخبرتهم المتراكمة في ذلك.

ليكونوا له مخرجاً من أزمة الإخفاقات، ويكون لهم سنداً وداعم، بقرارات الاستثناء فحول "رفاق الأمس" الى "إسلامي اليوم"! يقودوا مفاصل الدولة وقيادات جيشها! فيما أخذ المنتفعين بتصوير العراق بلا "بعثيين"، لا يمكن الحفاظ على سلطته!.

أعُيد شريط التضليل مرتً أخرى، وبدأت منهجيتهم، لإنقاذ ما تبقى من أمل الاستمرار في ولاية ثالثة! تفقيس المشاكل، وتضليل الرأي العام، وصناعة أعداء، وخلق تحديات وهمية، وتجيش الشعب والتلفاز، وجعل الجميع في تلاحم مع البندقية والبارود، وكأن القدر بأن نحيا ونموت على صوت الرصاص.

التحالف مع أعداء الأمس، وانتهاج سياستهم الفاشلة، انهيار لا مفر منه، ولا يفهم منه إلا ضُعف في الرؤية المستقبلية، لان الاعتماد على قادة مشروع فاشل "يؤمنون ببعثهم"، إسقاط لمشروع الدولة الجديد. البعث وحثالاته "المستثنون من الاجتثاث"، بوجودهم داخل الدولة، هو بداية تأسيس دولة دكتاتورية بوليسية، بصبغه ديمقراطية، تُصادر الرأي بمنطق القوة والقتل والترهيب، وتجعل الصندوق الانتخابي وسيلة لكسب أصوات الخائفين والمتخاذلين، ومنطقة محظورة على الوطنيين.

أن اللعب والرهان على البعث، رهانٌ فاشل وانتحار سياسي، ومن أقدم عليه ممن سبقوا، كانت نهايته قتل ُ وجرُ في الشوارع، فـ"الرفاق" محترفو خداع وتضليل، يتحينون الفرص، ويتربصون الفلتات، فلا يمكن لذو عقلٍ لبيب أن يأتمنهم، ولا يقبل شريف بأن يكون ثمن وصوله للسلطة، بيع دماء المظلومين. فلا مكان للبعثيين بيننا، ولا رجعه لتضليلهم، ولن نسمح لأناشيدهم "يا كاع ترابك كافوري" وها خوتي النشامه" تضرب أسماعنا مع دوران ماكينة حرب جديدة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك