المقالات

الشعب وتقرير المصير

1715 2014-03-19

خضير العواد

الفترة التي عاشها الشعب العراقي منذ التغير الكبير عام 2003 وحتى هذه الايام مملؤة بالتجربة الكبيرة والخبرة العظيمة بكل السياسيين وتنظيماتهم ، وهذه التجربة يجب أن تستغل ويعمل بها لكي ترشدنا الى القبطان الجيد الذي يقود المركب بعد كل هذه المعاناة والتضحيات الجسام التي تبكي الصخر ، فعشرة سنوات من العمل الديمقراطي التي تحتكم لصناديق الإنتخابات في تكوين العقل السياسي ( السلطة التشريعية والتنفيذية ) الذي يقود العراق ،

فهذه التجربة وصناديق الإنتخابات تجعلان المواطن العراقي مؤهل لأختيار الأنسب إذا أستعمل الآدوات الصحيحة في دراسة المرحلتين الإنتخابيتين السابقتين ، وأهم شيء يجعله أمامه النتائج في كل مرحلة وما فعلت السلطة التشريعية وكذلك التنفيذية ويبعد التحزب والميول الشخصية ويقرب المصلحة العليا ويجعلها الهدف الأسمى لكل تحرك ، لأن عشرة سنوات ليس بالوقت القصير والتضحيات التي تقدم كل يوم ليست بالشيء الرخيص والفساد الإداري أصبح كالأخطبوط مسيطر على الحياة اليومية ومعطل كل سبل النجاح والراحة للمواطن العراقي ، فمن قاد المرحلة السابقة يجب أن يكون مسؤول عن نجاحها أو فشلها بعيداً عن خلق الأعذار والأسباب ، لأن الظروف التي تحيط بالعملية السياسية هي نفسها حتى وإن أختلفت الشخصيات أو الكتل التي تقود الحكومة التنفيذية ،

لأن الذي خلق هذه الظروف ويعمل على أستمرارها هو رافض للنظام الديمقراطي والعملية السياسية قاطبةً في العراق وليس الشخصية أو التكتل الذي يحكم ( بأعتبار الأغلبية هي الحاكمة في الأنظمة الديمقراطية) ، والذين تصدوا للعمل السياسي في العراقي فشلوا في مواجهة هذه الظروف بل أصبحوا الأن جزء منها في زيادة المعاناة للشعب العراقي من خلال فسادهم الإداري ، ولهذا فليجرب الشعب العراقي شخصيات أخرى أو فريق أخر وطني ونزيه يواجه هذه التحديات الكبيرة من خلال رفض وعدم أنتخاب جميع المفسدين بعيداً عن توجهه السياسي ، فإذا لم يستطع على التغير الكبير فعليه بالتغير الجزئي وهو تغير من قاد الحكومة بشكل فعلي (بالرغم من قيادة جميع المكونات والتكتلات السياسية لهذه الحكومة وهذا دليل كامل على فشل من أشترك في هذه الحكومة) لأنه مسؤول إن شاء أم آبى لأنه تصدى ورفع راية القيادة فعليه أن يتقبل النتائج بصدر رحب لأنه المسؤول عن جميع النتائج إن كانت سلبية أم إيجابية على الرغم من تشكيلة الحكومة الغريبة لأنه تقبل أن يكون رئيسها فعليه أن يتقبل نتائجها ،

وهذا التغير الجزئي يجعل الشعب العراقي صاحب القرار الفعلي في تقرير مصيره ، لأنه سوف يُعلم السياسي بأن قرار أستمراره يعتمد على نوع عمله إن كان جيداً فسوف يستمر في وكالته التي أعطاها له المواطن من أجل مستقبل أفضل للعراق وإن كان سلبياً ورديئاً فسوف يقصى عن الأشتراك في قيادة المرخلة القادمة لأنه غير مؤهل لذلك ، فهذا التغير الجزئي ( وإن كان ليس بالمستوى المطلوب) سوف يحرك العملية السياسية ويجعل الجميع يهرول لأثبات جدارته في القيادة والحكم من خلال تقديم الأفضل للمواطن ،

لأن المراقب الحقيقي هو الشعب وقد أسترجع قراره الذي سرق منه بمختلف الطرق واللاعيب ،لأن السياسي العراقي أصبح لا يهاب الشعب ولا يعير له أي أهمية بعد أن سيطر على جميع المؤسسات القانونية التي تحاسبه من قضاء ونزاهة وغيرها من المؤوسسات التي تراقب وتحاسب وهكذا أصبح المسؤول العراقي حر في فعل ما يشاء بغياب الجهات التي تحاسبه أو تسأله ، فعملية التغير مطلوبة جداً في هذه المرحلة لوضع النقاط على الحروف ولإرجاع قطار العملية السياسية الى سكة الديمقراطية الحقيقية (الحكم بيد الشعب) ، أما أستغفال المواطن ببعض الكلمات الرنانة والجميلة والوطنية وتوزيع عليه بعض البقايا من سفرت العراق العظيمة التي أحتوشها ساسة العراق ورمة بالفضلات الى هذا الشعب المغلوب على أمره وترك هذه التجربة الكبيرة المملؤة بالقتل والدمار والفشل والفساد الإداري وعدم المركزية في كل شيء حتى أصبح كل عضو برلمان أو وزير عنده كامل الصلاحيات في التصريحات والحركة حتى أصبحت جميع الحكومات لا تعبر الحكومة العراقية ولا تعيرلها وزناً ؟؟؟؟؟؟ فهذا بعيداً عن العقل والمداراة والمحافظة على المصلحة العليا للبلد ، وهذا يتم من التغير الحقيقي عند الناس أنفسهم لأن الله سبحانه وتعالى يقول (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) من خلال التفكر بالمصلحة العامة وترك في هذه الفترة الخطيرة والقلقة الأنا الحزبية والشخصية ، لأن الجميع مستهدفون فالعدو لا يميز بين فئات الشعب لهذا يجب أن يفتش الشعب العراقي على القيادة التي تحميه وتقوده الى بر الآمان .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك