المقالات

تفاطين بدلا من المؤسسات الحكومة تطيل المسافة بين الشعب والدولة

1250 23:20:15 2014-03-18

القاضي منير حداد

اطال الجميع.. كل من موقعه.. الدعوة للشروع بدك اللبنة الاولى، لدولة المؤسسات، مثبتين الصفة التي اشرها علماء الاجتماع، على الانتلجسيا (صانعو الخدمات الثقافية) في العراق، من انهم يسهبون في التنظير للتقاليد، وهم اول من ينسفها، قبل ان تتشكل. دولة المؤسسات، بداية المشروع العراقي الحديث، ما زالت الحكومة تحجم عن اطلاقها وترصين دعائم اركانها؛ لأن البعض يعشعش في الخراب، ويخضوضر ناميا على الدمن.
"اياكم وخضراء الدمن". قبل ان تأخذ الفواصل وضوحها، احتراما بين السلطات الثلاث.. التشريعية والتنفيذية والقضائية، كأنموذج أولي لدولة المؤسسات، رفع رئيس الوزراء الحدود الفاصلة، بين سلطة وأخرى، متعمدا ان تسيح أحداها على الاخرى، في نوع من تداخل، لا يفيد منه احد، سوى أؤلئك الذين يجيدون خبط المياه وارتشاف صافيها، تاركين الشعب يشف الثمالة بما اوحلت.

لم يحفظ المالكي سلامة الحدود التي توقر السلطات، تباينا عن بعضها، انما راح ينصب قاضيا ويعزل آخر، ويغمط حقوق رجل قانون، ويعطي ما لا صلاحية له، عليه، لمن لا يستحق! الى ان سمح لنفسه بالتدخل في القضاء، مسفرا عما يجب اخفاؤه من انحيازات تشكك بنوايا السلطة التنفيذية، وتمتهن السلطة القضائية؛ فالقاضي، اقدر الناس على الدفاع عن نفسه، ان شاء دافع وان شاء سكت! لا يفتى ومالك في المدينة.

وبهذا نجد حارس الدولة.. رئيس السلطة التنفيذية، لا يكتفي بعدم الدفاع عن مشروع تأسيس دولة واضحة المعالم، انما يتعمد احداث تداخلات تطيل المسافة بين الشعب، و دولة المؤسسات. ثمة تجارب في التاريخ، لدول، نشأت على اخطاء تأسيسية، ما زالت منذ اكثر من قرن، تعيش اخطاءً نامية لا تزول، وزوالها يعني ازاحة ركام ثقيل ذي تراتبية يستحيل تحريكها من موضعها، الذي التأم بالارض.

تلك التجارب الواضحة في تاريخ الدول، تدعونا للاتعاظ بغيرنا، عملا بالحديث النبوي الذي ترحم على من اتعظ بغيره، والصلاة المسيحية، التي يرددها المؤمنون خالصين لله، خلال قداس الاحد واعياد الميلاد: ربنا لا تدخلنا في التجربة. وهي امتداد للآية القرآنية الكريمة، التي ورد في نصها ما معناه: عرضنا الامانة على الجبال فأشفقن منها، وحملها الانسان انه جهولا ظلوما. بامكان العمل السياسي الجاد، ان يقي العراقيين الدخول في تجارب تعانيها شعوب اخرى، مستفيدين مما سبقتنا اليه مجتمعات سقطت في أخطاء نريد تحملها بجهل ظلوم.

تدخل المالكي في القضاء، ليس بصالح مشروع دولة المؤسسات المنشود، وهو اضافة جديدة للانفعالات غير الستراتيجية التي تديم دولة (التفاطين) بدل انشاء دولة المؤسسات. لأنه يرفع الحد الفاصل بين المؤسسة القضائية والسلطة التنفيذية، وهذا ينصب الصلاحيات التشريعية ولية لأمر القضاء، فـ (يوهك جلالها بحافرها) وتظل الدولة تتخبط جريا من دون هدى ولا وضوح.

فليرعى الجميع قوة الفواصل خدمة لدولة المؤسسات المثلى، على طريق حضارة معرفية تشرف القائمين عليها، بدلا من الشك والريبة والتنازلات والتطاولات المتبادلة، بشكل مَسَخَ وجهَ الدولة، وفرّغَ جوفَها؛ حتى باتت.. هواء.. على اهبة التهافت، من نفخة واهنة، يدفع ضريبتها شعب لا حول ولا قوة له، الا بالله معتصم، وألي الامر، المنشغلون عنه، يصغون لصدى الليرات المتساقطة في حساباتهم، من ساحة العراق الى سلة البنوك العالمية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك