المقالات

الأنفال وأخواتها


بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين

انتهى ماراثون الانفال بخمسين جلسة علنية بثت وقائعها كاملة من على شاشات التلفاز العراقي الرسمي وسائر الفضائيات العربية وغير العربية وبحضور مراقبين دوليين وخبراء قانونيين ورجال صحافة واعلام جاءوا الى بغداد من كل اصقاع العالم.ربما لم يشهد العالم محاكمة استغرقت كل هذا الوقت وتوافرت فيها كل تلك الشفافية فالمتهم يأتي حتى الجلسة الاخيرة المخصصة للنطق بالحكم وهو يرتدي من الملابس افخرها واجودها بل ان البعض اكد بأن المتهمين لم يرتدوا هذا اللباس حتى وهم يقودون السلطة، في حين تؤشر سحنات وجوههم على ان المدانين يتمتعون في معتقلاتهم بجو نفسي ومعنوي وغذائي لم يتوفر لملايين العوائل العراقية التي راح بعضها يتمنى الاعتقال ان كان يمنحهم امتيازات كالامتيازات التي ظهر عليها المدانون.هنا سنبتعد قليلاً عما افضت اليه المحكمة من نتائج وقرارات قضائية بخصوص الستة الذين كانوا داخل قفص الاتهام لكننا نقف بإجلال واكبار امام القضاء العراقي الذي ارتقى بمسؤولياته المهنية والوطنية والشرعية والاخلاقية عندما اطلع الرأي العام المحلي وغيره بأن محكمة الانفال ستبقى مفتوحة لأن نتائج التحقيق والمقاضاة افرزت اسماءً وعناوين ومناصب سياسية وعسكرية عراقية كانت تعمل بالمؤسسات الامنية والميدانية في حقبة النظام المباد قدرت اعدادها بالثمانمئة مسؤول بين سياسي وعسكري كانوا قد مارسوا لعبة الموت المجاني بحق هذه الشريحة المضطهدة من ابناء شعبنا الكردي .بالتأكيد ان جريمة وحشية كجريمة الانفال التي راح ضحيتها ما يقرب من المئة والثمانين ألف مواطن بريء بين طفل وامرأة وكهل لا تنحصر مسؤوليتها في دائرة تتكون من ستة اشخاص وهذه بديهة غير قابلة للطعن او التشكيك، لذا فإن قرار المحكمة عدم الاعلان عن اسماء المتورطين الذين كشف عنهم التحقيق كان قراراً صائباً وفي محله، مرة كي لا يجد هؤلاء فرصة للهروب، ومرة كي تستكمل المحكمة اجراءاتها القانونية كي تعيد الفارين من اولئك المجرمين الى دائرة المقاضاة عبر الوسائل والقنوات الدولية المعروفة كالانتربول الدولي وبعض المنظمات المتخصصة بهذا الشأن.بالتأكيد ان فرض القانون واطلاق ماكنة العدالة كي تحل محل القرارات الارتجالية غير الدستورية سترسخ من التأسيس السليم لبلد نريده ملكاً للجميع لا لجهة دون اخرى.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك