بقلم: المهندس محمد علي الاعرجي
ترك وزير (الثقافة) العراقي اسعد الهاشمي مكتبه ومنزله وتوارى عن الأنظار فور صدور مذكرة قضائية للقبض عليه بتهمة اغتيال نجلي زعيم حزب الأمة العراقي النائب مثال الالوسي .ومثلما كان هذا الخبر صاعقا على وزيرنا وراعي ثقافتنا، كان اشد وقعا على العراقيين عامة وأهل الثقافة خاصة !ولأن الوزير متأكد من( براءته) لذلك آثر الاختفاء وتطوعت هيئات ومؤتمرات وشخصيات للدفاع عنه وإنكار هذه التهمه وكأنهم محامون قبل أن يصدر الحكم ودون أن يعطوا القضاء وقتا ليدلي بدلوه .من جهة أخرى ظهر والد المغدورين السيد الالوسي ووجه الاتهام صراحة للسيد الوزير مؤكدا وجود الأدلة والشهود الذين تم تصفية البعض منهم، وأضاف أن الوزير قبل أن يتربع على كرسي الثقافة العراقي كان إمام جامع ويتبنى الفكر الوهابي السلفي المعارض لمجمل العملية السياسية وإبادة أتباع أهل البيت .وإذا كانت اتهامات الالوسي صحيحة فعليكم تصور حال الثقافة والمثقفين في بلدنا والى أي مستوى وصلوا وما الذي حل بهيكلية وإدارة هذه الوزارة المهمة وبأي اتجاه خطير انحرف أداءها .وهنا لا يقع اللوم على الوزير وحده بل إن المسائلة القانونية يجب أن تطال القائمة أو الحزب الذي ينتمي إليه فهم حتما يعرفون ماضيه، بل اذهب إلى ابعد من ذلك وأقول إن ترشيح مثل هكذا شخصية لمثل تلك الوزارة كان مقصودا ويراد منه نشر الفكر الوهابي السلفي المدمر وتعميق جذوره داخل المؤسسة الثقافية العراقية من خلال الإصدارات والنشرات والمهرجانات وغيرها من الأنشطة الثقافية المعروفة وبالتالي يكون الهدف قد تحقق .لا نريد أن نسبق الأحداث وأملنا أن تأخذ العدالة مجراها دون عراقيل وتدّخل من هذا وذاك أو مجاملات على حساب الحق، لنفاجأ بسحب المذكرة القضائية ويعود المتهم لممارسة عمله ويصبح الموضوع بأكمله هواء في شبك ومجرد صداع للرأس ليس إلا .
إذ لم ينسى العراقيون مذكرة التوقيف عفوا (الاستدعاء) التي صدرت بحق حارث الضاري، وكيف تم التغاضي عنها بعدما تبرع رؤساء دول وملوك للدفاع عن الإرهابي الأول في العراق !والأدلة الدامغة التي تدين(خلف العليان) وتبين ضلوعه بالإرهاب لحد عقاله، التي لم يؤخذ بها وغير ذلك الكثير مما يؤسف له وكان سببا في تنامي الإرهاب ووصوله إلى قاعات البرلمان والوزارات والفنادق المحصنة .وليس بعيدا عنا الأحكام الخجولة التي أصدرتها المحكمة الجنائية ضد كل من حازم الشعلان وأيهم السامرائي ومشعان الجبوري وكيف أصبح السارق لمليار دولار أمريكي يسجن سبعة أعوام فقط هذا إذا تم العثور عليه، ومن القي القبض عليه منهم وجد الأصدقاء ينقذونه وقت الضيق ويذهبون به خارج العراق لينعم بملايينه معهم.إذن لماذا الخوف ياسيادة الوزير.. اخرج من مخبأك واذهب لمحكمة التحقيق فقد يكون الأمر مجرد تشابه في الأسماء وعندها سيرد لك الاعتبار وستعود معززا مكرما لوزارتك .. فنحن لا نتحمل زعل الدليمي والعليان والضاري والمطلك، وقد وجدناهم يقفون كالطود بوجه كل من يريد الأذى بإفراد قوائمهم فهم أهل العراق وهيئة علماء العراق وكل العراق !!!!وللسيد الالوسي أقول أعانك الله على تلك المصيبة، وقديما قالوا (ماضاع حق وراءه مطالب) وأنت خير من يطالب بحقه ومعك دعوات المظلومين وأرامل العراق وأيتامه وهذا ليس هينا على الله .
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)