المقالات

الشعوب العربيه والجامعه العربيه

1674 2014-03-17

الدكتور يوسف السعيدي

صمت غريب....مريب....عجيب...من جامعة دول يعرب...ممثلة هذه الشعوب من المحيط الى الخليج...كأنها في سبات ارادي...او مرغمة عليه....ومن حولها ...ثورات وانتفاضات وهزات...الربيع العربي كما نسميه... ترى ما الامر...؟؟؟؟
لستُ من عشّاقك ولا كنتُ أثق بقدراتك،لكنّكِ كنتِ شيئا ذا بال في حياتي الكالحة كما هو حال غيري من أبناء الشعوب العربية...كان لا بدَّ من بريقِ أملٍ نصنعه وهْمًا من خوائكِ... نلجأ إليكِ هربا من عجزنا رغم قناعتنا أنّنا بذلك "كالمستجير من الرمضاء بالنار"...
حال الشعوب العربية اليوم ينبئ بنور في آخر النّفق،والحقيقة لستِ أنتِ النّفق بقدر ما كنتِ انعكاسا له ولِمَا آلت إليه أوضاعنا من تيهٍ وضياع نقتات عذابه في تلك القمم المضحكة المبكية التي ترعاها بوصفك "خيمة ألعرب" أو جامعة الدّول العربيّة...
إنّ ما تخشاه الشعوب العربية في راهنها الذي تريده مغايرا لماضيها،هو هذا الإصرار من "جامعتها" على الوفاء لنفس النّهج الذي درجت على اعتماده منذ انبعاثها إلى اليوم،وكأنّ شيئا لم يحدث...كأنّ مصر التي تحتضن مقرّ الجامعة لم تُسقطْ نظام حسني مبارك ولم ترتوِ بدماء الشهداء ولم تشقَّ طريقها نحو الحرّية والديمقراطية،كما هو الصيف العربي والربيع العربي والشتاء العربي
ألم يكن من البرّ بثورات الشعوب ودماء شهدائها أن تستحي جامعة الدول العربية حتى من تسميتها فتبحث لنفسها عن أخرى تنسجم مع إيقاع الشارع العربي الغاضب والراغب بقوّة في التغيير؟...
ألم يكن مطلوبا منها أن تُغيِّر جلدها،على الأقل استِحْياءً،في انتظار تغيير الجوهر الذي يُسلّم بيقظة الشعوب وتصميمها على امتلاك إرادتها الحرّة في كلمة جامعة بين العرب من الخليج إلى المحيط ؟...
ليس من المبالغة في شيء إنْ جزمنا بأنّ صخب جامعة الدول العربية راهنا،لا يصل صوته إلى شعوبها إذ هذه الأخيرة لم تعد تقبل بمظلّة من سرابٍ خادع..
الشعوب العربية تعيش لحظة حاسمة وفارقة في تاريخها المعاصر مُشْبَعَة بالإرادة والأمل ومحفوفة بالمخاطر والهزّات...فهل تستفيق جامعة الدّول العربية من سباتها لكي لا تُسمِعَ شخيرها،إنما صوت يقظتها على استحقاقات الشعوب التي هي مشغولة عن كلِّ إيقاع لا ينسجم مع إيقاع نبض الحياة التي يسكنها حاضرا؟...
أيتها الموقّرة المُفقّرة جامعتنا العربية،إننا لا نسمع صوتك اليوم،رغم كلّ ضجيجك وكثرة ولائمك...إنّ صمتكِ عمّا لا يجوز الصمت عنه مريب..مريب........ترى ما الامر؟؟؟ماذا حدث للجامعه؟؟؟وماذا سيحدث لها؟؟؟سؤال اجابته تكم في الاتي من الايام..او الشهور...او السنين....ولله في خلقه شؤون.....
الدكتور
يوسف السعيدي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك