المقالات

الحكومة العراقية و(تسونامي) التحديات...


( بقلم : قاسم البصري )

لما كانت السياسة هي فن إدارة الأزمات، والازمات هي التحديات سواء كانت أمنية أو سياسية أو حتى خدمية... والمعيار لقياس قوة أي حكومة هو مدى معالجتها لتلك الأزمات، إضافة الى مدى تطبيقها للرؤى والخطط الأستراتيجية التي وضعتها في جدول أعمالها.

مر أكثر من عام على تشكيل الحكومة العراقية وهي في معركة شرسة ومفتوحة مع أعداءها من الخارج والداخل، مر أكثر من عام على تشكيلها وهي تقف على بحر من الأشلاء الممزقة نتيجة للإرهاب والفساد والفوضى، بل أن هذه التحديات والصعوبات تزداد قوة وضراوة من داخل العملية السياسية وخارجها، واهم تلك التحديات هي محاولة أكثر من طرف لأسقاط هذه الحكومة والعودة بالأمور الى المربع الأول.!!

نعم، قد نختلف في حجم أخطاء الحكومة وكبواتها، وقد لانتفق في طريقة إدائها ومعالجتها للأمور في هذا الموضوع أو تلك الحادثة، ولكن الذي لايمكن أن يُفهم هو أن نلقي بتبعات (كل) المسؤولية على الحكومة وحدها وتتنصل الجهات الداخلة في العملية السياسية من مسؤوليتها وتلقي بالتبعات على عاتق الحكومة، والادهى من ذلك عندما تسعى هذه الجهات ومن خلال الأستقواء بالخارج الى هدم كل المكاسب التي تحققت والعودة بالعملية السياسية الى الوراء، وهي تدرك أن الأرتماء بأحضان الخارج والتسكع على أبواب السفارات له أستحقاقته، أهمها أن تفرض تلك الدول أجندتها في العراق ... فأين ذلك من الوطنية؟!! وهل كل ذلك من أجل حلم الوصول للكرسي أم أن الأموال التي تدفع من تلك الدول (قد) يسيل لها اللعاب، ام أن العراق أبتلي ببعض الساسة ممن تركزت به ثقافة التآمر؟!! البعثيون الذين كانوا يقتلون أبناءنا ويطالبوننا بثمن الرصاصات هم أنفسهم اليوم يفجرون (جسر الصرافية) ويحملوننا ثمن التفجير من خلال بكائهم في فضائيتهم ومواقعهم في الأنترنيت على هذا الجسر وتحميل الحكومة مسؤولية ذلك!!! البعثيون الذين كانوا يتلذذون بتعذيب أبناء الشعب العراقي وقطع السنتهم، هم أنفسهم اليوم يخرجون علينا على الفضائيات ليتباكوا على ضحايا (شارع المتنبي) بعد أن فجروه هم انفسهم، ويحملوا الحكومة مسؤولية ذلك، ولم يذكروا جملة واحدة تدين الجهة المنفذة لهذا التفجير الإجرامي!!

هذه هي نوعية العدو الذي يواجهه الشعب العراقي والحكومة وهذا هو حجم الخطر ولكن لامجال للتفكير بغير النصر على هؤلاء وتحقيق هذا النصر من مسؤولية الجميع وليس الحكومة فقط، المسؤولية هي مسؤولية السياسي والإعلامي والمثقف والعامل والطالب والكاسب.... ولايمكن لأحد التنصل من هذه المسؤولية لأن العراق من مسؤولية الجميع وليس الحكومة وحدها، والوطنية هي ان تعض على جراحك وتتنازل عن حقوقك وتتوحد مع الآخر من أجل مصلحة البلد، وديدن شعوب العالم وساستها إنها تتحد لما تتعرض الى خطر يحدق بالبلد وتتوحد مع الأطراف الاخرى من أجل درء هذا الخطر، أليس من حق العراق علينا أن نقف بجانب حكومة أنتخبها أكثر من 12 مليون من أبناء هذا البلد على الرغم من إختلافنا معها في الكثير من القضايا من أجل أن نساهم معها في أنتشال هذا البلد من هذه الهجمة الشرسة التي يقودها الأرهاب الأعمى من البعثيين والتكفيريين، ألم يقف الشعب الأمريكي (ديمقراطيون وجمهوريون) وقفة واحدة وترك كل الخلافات جانباً ليرفع شعار (الأمة الواحدة) عندما تعرض الى أعتداءات 11 أيلول؟

أمام الحكومة صعوبات كبيرة وخطرة ولكن ليس لها خيار غير خيار النصر والوصول بطموحات الشعب الذي أنتخبها الى بر الامان .... العراق عراقنا ومسؤولية بناء دولته والحفاظ عليها مسؤوليتنا جميعاً، مسؤولية الجميع الشرعية والأخلاقية والوطنية والتاريخية ولا مجال للتنصل من ذلك...

قاسم البصري

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك