المقالات

فقاعة...معركة ...مصير!!!

1069 2014-03-13

محمد عبد الجواد

مظاهرات الانبار التي انطلقت قبل ما يزيد على عام والتي وصفها رئيس الوزراء نوري المالكي بـ (الفقاعة) ،في الوقت الذي عدته قوى سياسية عراقية شيعية عرفت بواقعيتها وخطابها المعتدل وقارئتها الإستراتيجية للوضع العراقي بأنه(تطور ايجابي وصحي في حراك الشارع السني ،بعد أن كان يعبر عن مطالبه باللجوء إلى حمل السلاح ويفضل المواجهة المسلحة مع الحكومة).
شكل وصف المالكي للتظاهرات بالفقاعة إحراجا للمجتمع الدولي الذي كان الداعم الرئيسي للتجربة الديمقراطية في العراق ،والتي تكفل حرية التظاهر!فضلا عن إحراج التحالف الوطني، الذي لا يرى في الخيار العسكري حلاُ شاملاً بقدر ما هو جزء من الحلول أذا لم يكن آخر الحلول.
اليوم تحولت الفقاعة إلى (معركة) ،وهذا يكشف غياب الحكمة والرؤية للحقيقة ،وان وصف التظاهرات كان ارتجالياً ،ولم يستند إلى قاعدة معلومات كان من المفترض ان تقدمها الكابية الاستشارية للسيد رئيس الوزراء!. 
بالنتيجة تشير جميع التوقعات والدراسات ان معركة الانبار الجارية حالياً تشكل تهديداً حقيقياً لمصير العراق (المركزي) أو (الفدرالي )، ما لم يتحمل القادة العراقيين مسئولياتهم ،وأدراك الوطن من حافية الهاوية. 
لأن مشكلة القوة النسبية بين الحكومة المركزية والمحافظات التي لم تحل حتى الآن بدأت تتكشف الآن خلال الصراع المفتوح على نحو متزايد بين بغداد وسلطات المحافظات، وأن مستقبل واستقرار العراق سيحدده الصراع على الحكم الذاتي وحرب بغداد ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام. 
غير أن المميز في الصراع بين بغداد والمحافظات أنه غير طائفي وليس نتيجة لدسائس منظمات إرهابية مدعومة من الخارج، فالمحافظات السنية والشيعية على حد سواء يشككون في هيمنة الحكومة المركزية، خاصة في ظل الدعوات العلنية التي يوجهها أعضاء مجالس المحافظات بتحويلها إلى مناطق ذات حكم ذاتي على غرار النموذج الكردي. 
وأن التوترات بين بغداد والمحافظات لم تكن كبيرة كما هي الآن، حيث ظلت المجالس تشتكي من الحكومة المركزية لسنوات، متهمة إياها بعرقلة عملية إعادة الأعمار عبر حجب الأموال المستحقة لهم، وإسناد المشاريع إلى وزارات غير فعالة في العاصمة، والنتيجة معاناة المواطنين من نقص الكهرباء والماء والخدمات الأساسية.
كذلك فأن المحافظات المتصارعة مع الحكومة المركزية تبغي الحكم الذاتي لما رأت من استقرار إقليم كردستان وقدرته على تقديم الخدمات لمواطنيه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك