المقالات

لا عذر بعد عشر عجاف..

1820 2014-03-10

عبدالله الجيزاني

 الشعوب تنظر إلى الأخيار من أبنائها، تبث شكواها وحاجتها إليهم، لذا نجد القادة والتيارات والأحزاب الأصيلة، تعاني لأنها تحمل هموم امة كاملة، كذا تعاني من كثرة النقد واللوم من شارعها، كونها أصيلة وليس دخيلة على الساحة، كأحزاب الدكاكين التي تشكل لهدف ضيق هو الحصول على السلطة، للتنعم بما توفره من إمكانات مادية ومعنوية.
العراق البلد الذي منحته السماء الخيرات الوفيرة والمتعددة، لم ينال منها الشعب أي شيء، بل عانى الشعب الويلات بسبب هذه الخيرات.! حيث رافق الفقر والعوز والفاقة أغلبية هذا الشعب، لذا كانت هذه الأغلبية ترنوا بأبصارها، باتجاه أنظف قياداتها وعلى رأسها المرجعية الدينية، الذي تصدت وبذلت الكثير للتخفيف عن كاهل هذا الشعب، وهذا ما برز جليا بعد التغيير في 2003.
إضافة لتيارات سياسية كانت محط ثقة الشارع العراقي، كونها تيارات أفرزتها حاجة الشارع العراقي، كالمجلس الأعلى الذي انطلق من جدران برانيات المراجع، وعمل تحت نظر وتوجيهات المرجعية، ليواصل هذا النهج إلى اليوم، وكذا برز التيار الصدري كتيار مرجعي، يمثل طيف واسع من فقراء هذا الوطن.
ونتيجة للحالة الغير طبيعية التي مرت بها العملية السياسية، بسبب وجود المحتل وتدخل دول الإقليم ومصالح جهات حزبية في الداخل، حصلت أمور خارج الوضع الطبيعي، قامت بها جهات معروفة بعيدة عن الاهتمام بمصالح هذا الشعب، عملت على دق آسفين من الفرقة بين أهم تيارات الساحة العراقية، هما التيار الصدري والمجلس الأعلى، وفعلا تمكنت هذه الجهات من تحقيق أهدافها، التي يدفع ثمنها الشعب العراقي اليوم، دماء وفساد مع يأس من أي إصلاح في ظل هكذا حكومة، الآمر الذي دفع قائد التيار الصدري إلى الانزواء وهجرة الساحة السياسية.
هنا يقف أتباع السيد الصدر عند نقطة حرجة في تاريخهم، تتمثل بالكيفية التي يمكنهم بواسطتها إعادة قائدهم إلى الساحة، وذلك من خلال إزالة الأسباب التي دعته إلى الاعتزال، وأبرزها كما صرح انتشار الفساد على مستوى الحكومة، وعلى مستوى بعض نواب ووزراء تياره.
أما المجلس الأعلى فهو اليوم في حالة صعود جماهيري، تمكنه من العودة إلى موقعه، وتغيير واقع الحال، إضافة لعلاقته المتميزة مع التيار الصدري، بعد إزالة الشوائب الذي وضعها الآخرين في هذه العلاقة، أذن أصبح المجلس الأعلى اليوم، سفينة النجاة للصدريين للمساهمة في إعادة قائدهم إلى ساحة العمل السياسي.
وعليهم الاستفادة من ذلك من خلال دعم المجلس الأعلى في الانتخابات، والتصويت للصالحين من مرشحيه، وقطع الطريق بشكل نهائي على استفادة الآخرين من أصوات الصدريين، لتعزيز خطوة السيد الصدر حيث كان من أهداف اعتزال سماحته، دفع الصدريين للالتفاف بقوة حول سماحته. وبالتالي حرمان المالكي من أصوات الصدريين، الذي حاول الحصول عليها من خلال توزيع الأراضي وغيرها من الإغراءات.
خاصة مع إخبار السيد الصدر ولأكثر من مرة، بان المجلس الأعلى هو الأقرب إليه، إضافة إلى أن التجربة أثبتت نجاح المجلس الأعلى، وكوادره في إدارة أمور الدولة، حيث نجح هؤلاء في كل المناصب الذي تولوا إدارتها، إضافة لعدم تسجيل أي حالة فساد ضد أيا منهم.
لذا يوجب على أتباع السيد الصدر، كما على أتباع المجلس الأعلى رص الصفوف والتوحد، لتحقيق أهداف شعبهم، الذي بالتأكيد انه لا ينظر لسواهم في ذلك، ولا يعذر قصورهم أو تقصيرهم مهما كانت التبريرات...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك