المقالات

انقلاب 2014.!!

1583 2014-03-09

حسين الركابي

يبدو إن معظم ساسة العراق لا يفهمون أبجديات السياسة، ولا يدركون لغة الحوار، والحقوق، والواجبات، ويتمتعون بخدمة خارج التغطية الأخلاقية، والإنسانية طيلة العشر سنوات المنصرمة. 
يمر العراق طيلة هذه العشر سنوات العجاف بأزمات كبيرة، ودخل في أنفاق مظلمة جعلته في نهاية المطاف يقف اليوم على حافة الهاوية؛ بسبب الأزمات الانتخابية التي يفتعلها"لواحيك السياسة" وما إن خرجنا من أزمة إلا ودخلنا في أخرى؛ حتى أصبحنا نعيش الأزمات حسب الأهواء السياسية، والمصالح الشخصية، حيث أصبح ملك الموت يتربص لنا تحت السن ساسة العراق؛ ما إن تفوهوا بشي حتى أصبحنا أشلاء متناثرين، وأيتام مشردين، وأفواج متسولين، وأرامل لا ناصر لها ولا معيل. 
إن الشعوب المتطورة، والمتقدمة في جميع المجالات، وعلى كافة الأصعدة تستقي تطورها، وثقافتها، وحضارتها من خلال مشارب ساسة البلاد؛ أو الماسكين"بلجام" الأمور. 
إما ساسة العراق اليوم لديهم رؤية مختلفة، وأسلوبا خاصا قد يميزهم عن الكثير من قادة العالم، والمنطقة، والذي من خلاله استطاعوا إن يكسبوا الجولة"مرتين" من خلال افتعال الأزمات، والتسقيط السياسي، وإلقاء التهم جزافا، وشراء الذمم الإعلامية، وفبركة الأمور، وخلق أجواء متشنجة، والاتفاقات خلف الأبواب الموصدة، وتبادل المنافع من تحت الطاولة؛ كل هذه الأساليب المراهقة، والطرق الملتوية، قد كان ينتهجها النظام ألبعثي منذ سبعينات القرن المنصرم إلى 2003 حيث زج الآلاف من أبنائنا في حروب همجية، سلطوية، غايتها التمسك بالكرسي، وحكم الشعب بالحديد، والنار، وإركاعه تحت رحمة المسؤول. 
هذا الأسلوب الذي سئمنا منه طيلة تلك الفترة الماضية، بدا يعود ألينا، ويتسلق في الأروقة السياسية العراقية من جديد، وصار ياخذ طابع التقدم عند أصحاب القرار، ويتصدر بوابات الحديث؛ حيث فوجئنا بقرار رئيس مجلس الوزراء السيد نوري المالكي، وخلال كلمته الأسبوعية في كل أربعاء، والتي نسخها من فكرة الملتقى الثقافي الأسبوعي للسيد"عمار الحكيم" رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، وهذا القرار القاضي بتجميد عمل اكبر سلطة تشريعية، ورقابية في العراق، والمؤتمنة على أموال الشعب، ومقدرات البلاد، والحامية للعملية السياسية، وراعية للدستور؛ الذي صوت عليه اغلب أبناء الشعب العراقي، ومشرعة للقوانين التي من شئنها إن تحل الكثير من العقبات في المجتمع بصورة عامة. 
لا شك إن مثل هكذا أمور تعد انقلاب واضح على أرادت الشعب، وانتهاك حقوقه، والالتفاف على الدستور، وهذا الأمر يدق ناقوس الخطر على الشعب العراقي، وعلى العملية السياسية برمتها، ويعيدنا إلى ما قبل 2003 أبان حكم إذا قال"القائد قال الشعب"...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك