لو تشابهت الليالي علينا فان لهذه الليلة عبق وسكينة ليس لليالينا رديف مثلها وكيف لا وهي ذكرى ليلة ولادة الزهراء عليها السلام ، تلك الحوراء الانسية التي جعل الله من ذريتها أمتداداً لذرية رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وأقرن الله عز وجلّ رضاه من رضاها وسخطه من سخطها وكرمها على نساء العالمين وزوجّها وصي رسول الله ويعسوب الدين الامام علي عليه السلام .
انها بضعة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم انها الوديعة التي اوصانا بها وبأسرتها المودة انها قدوة النساء وسيدتهن انها صرح الحق والمظلومية انها أم السادة الاطهار انها أم الشهداء الابرار انها صاحبة الضلع المكسور والقلب الحزين الذي عاش نكبات الامة وخسرانها على يد من سخطت عليهم بنت نبي الرحمة وقلدتهم الامة مكانة والقاباً !! . كانت ولادتها عليها السلام بحضور نساء من السماء وحور عين بعد ان قاطعت النساء السيدة خديجة سلام الله عليها بعد زواجها من نبي الرحمة ولقد شع بمكة ليلة الولادة نور دخل جميع المنازل ، انه نور البتول الصديقة الطاهرة العالمة المحدثة ، انه نور الايمان و الهداية لامة مالبثت تظلم ال محمد محاولة ان تطفىء نوراً ابى الله الا ان يظهره على الدين كله ولو كره المشركون .
لقد تم اعتبار يوم ولادة الزهراء في العشرين من جمادي الثاني يوماً للمرأة في العراق الجديد فهنيئاً للمرأة العراقية هذا التكريم وهنيئاً لها عيدها الذي يكفيها فخراً انه يوم ولادة الزهراء عليها السلام ، ولما كانت الكلمات كلها لا تكفي لوصف سيدة نساء العالمين ودورها في حفظ الاسلام ليس لي الا ان اقطف زهرة من حدائق كلماتها الرائعة وها انا ذا اختار من درر كلماتها قولاً لطالما اطلت فيه النظر والتفكر لما له من عمق ومدلول ومساحة للتصرف والعمل ونصه : ( خير للمرأة ان لا ترى رجل ولا رجل يراها ) .
ان لكلمة خير في هذا القول معان ومعاني فالمقولة لا تجزم وفي نفس الوقت لا تفسح المجال الواسع انها مقولة لكل العصور ففيها النتيجة الصحيحة الحافظة لعزة المرأة وكرامتها وفيها الاستثناء في الحالات الخاصة وزمن يصعب فيه تحقيق عزة المرأة فاما ان تكون المراة هي من تتعمد ان تحط من قدرها معاذ الله بعد ان تطرق مسامعها الى دعاة الحرية والمساواة الكاذبة البعيدة عن مقاومات الاسلام الهادفة للنيل من نصف المجتمع الثاني والتفاضل عليه وليس التكامل معه وزج نفسها في مسار يُنسيها ما وُجدت من اجله ودورها المقدر من الله عز وجل .
واما ان تكون الحياة من القسوة بحيث تـُخرج المخدرة من دارها طلباً للعمل في مجتمع قاسي يتطلب منها قوة وصلابة وشجاعة واباء للمحافظة على عنفوانها وكرامتها في حرب باردة لتحقيق توازن صعب المنال ولعمري كأني بك سيدتي على بينة بما ستؤول اليه امور المسلمين لتسبقي المقولة بكلمة خير فالعكس ليس شراً وانما قد يقود اليه معاذ الله وقد يتسبب لارق كائن على وجه البسيطة بالالام وهذا ما لا يرضاه دين سمح كدين الاسلام الذي مجد المرأة وكرمها باعلى الدرجات .
اليوم يا سيدتي تعيش المراة العراقية أياما عصيبة امتدادا لفترة حكم فيها اشقى الناس بلدنا ليقدم لها بيد لقب ماجدة وليسلبها الزوج والابناء والكرامة والذهب وحتى الضفائر في اليد الاخرى لقد حث الطاغية الماجدة حينها على ان تلد اولاداً ليرميهم هو في ساحات الحروب وشجعها على لبس الزي الاخضر البغيض باسم مساندة الرجل !! واللاتي عرفن الحقيقة مبكراً وابينّ الا ان تكون الزهراء ع لهن قدوة ونبراساً فلقد سلبهن الاولاد والرجال في مقابر غير معروفة الموقع وليصيب المجتمع العراقي زلزال مدمر عشنا سلبياته لاكثر من عقدين ولتستمر الماساة ليومنا هذه رغم زوال الصخرة الجاثمة على صدر العراق الا ان المسمى الجديد الا وهو الارهاب يسري في مجتمعنا بذات المسير ليجعل من الشباب والرجال هدفاً لهم وخاصة معتنقي المذهب الجعفري الشريف .
وهنا يا سيدتي تجد المراة نفسها مطالبة لتوفير لقمة العيش لابنائها بعد غياب الاب وحتى في وجوده والفتاة مطالبة بدعم اسرتها التي تحتاجها بعد فقد الشبان والرجال وليس لها بد من ذلك ولتواجه المجتمع والارهاب معاً ولتكون مطالبة بحفظ دينها وكيانها وان تكون صورة تشع منها كل معاني احترام النفس والدين ليتحسسه الاخرون فيعكسون لها في تصرفاتهم ذات الاحترام والتقدير ومن جانب اخر لابد لها ان لا تغفل عن مسؤوليتها الاولى ان كانت اماً لاولاد وبنات اصبحوا الان هدفاً للارهاب الاعلامي ولابد لها من اتقان عملها وخلق توازن بين كل ما اسلفت . فأي امراة هذه التي نتكلم عنها وان كان المجتمع لا يخلو من هكذا امثلة رائعة لكن ومن باب المصداقية في الطرح فان القابليات متفاوتة عند البشر ومن العسير وليس المستحيل ان تستطيع كل امراة تحمل كل ذلك بدون معونة ومساعدة من المجتمع وان كان المجتمع جميعه يعاني فعند ذلك تصعب المسائلة وتتعقد اكثر سيما وان زمن المعاناة قد طال .
واليوم يطرق ابوابنا هم جديد وهو التهجير بنوعيه القسري المباشر والطوعي بالاجبار !! ولنجد يا مولاتي انفسنا في مكان جديد وسعيد الحظ منا من تمكن من الفرار بحقيبة ملابسه وجميع اهله فلبعض يُقتل رجالهم ويهجرون في بانوراما حزن عراقية لا تتوقف ولتجد المراة المؤمنة نفسها امام خيار وحيد الا وهو التصدي لهذا الموقف الصعب في العمل فجميع الاسرة لابد لهم ان يعملوا ليبنوا بيتاً وحياة مبتدئين من الصفر بعد معاناة طويلة في تكوين منزل يسلبه الارهاب او التفجير في لحظة.
ها نحن سيدتي نشد ازرنا بحبكم ونحسب كل الذي يـُسلب منا لاجل حبكم رخيصاً ولنستمر ولتستمر المراة في معاناة مستمرة كبيرة على كائنة رقيقة كألمراة وعندما نشير لذلك فليس معناه ان المرأة لا تستطيع تحمل المسؤولية او انها غير قادرة الا اننا نتكلم بوجه العموم الذي يشمل الجميع هذا من جانب ومن جانب اخر فان المراة عندما تعمل وهي مجبرة على الامر وعلى التزام اسرة سيجعل منها ضحية لاحباط فاي امراة ناجحة في عملها يتطلب منها اولا عشقها وقناعتها بما تعمل وان تتمتع بشخيصة تؤهلها لهذا الامر وان يكون عملها ليس الهدف منه بشكل الاساسي المال والذي هو من تخصص الرجل وواجبه الذي خلق لاجله ورغم كل هذه المعاناة تبقى معاناة خفية للعراقيات في الغربة والتي لايمكن ان انساهن في يوم كهذا فهذه المراة معاناتها في غاية الصعوبة بين العيش في مجتمع بعيد كل البعد عن قيم الاسلام وترى اولادها يكبرون في هكذا مجتمع ولتكبر معهم مخاوفها فاعانهن الله على هذا الامتحان الصعب .
وفي هذه الليلة المباركة نسال الله عز وجل ان يرفع هذه الغمة عن هذه الامة بحق الزهراء عليها السلام وان يصبر قلوب العراقيات الصابرات المحتسبات في كل ارجاء العالم وان يمن على بلدانا بالامن والامان . اللهم صل على فاطمة الزهراء ووالي من والها وعادي من عاداها واظلم من ظلمها .
خادمة خدمة الزهراء المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha