المقالات

كلمات في ذكرى ولادة بنت خير الكائنات

2228 17:07:00 2007-07-05

لو تشابهت الليالي علينا فان لهذه الليلة عبق وسكينة ليس لليالينا رديف مثلها وكيف لا وهي ذكرى ليلة ولادة الزهراء عليها السلام ، تلك الحوراء الانسية التي جعل الله من ذريتها أمتداداً لذرية رسول الله صلى الله عليه واله وسلم  وأقرن الله عز وجلّ رضاه من رضاها وسخطه من سخطها وكرمها على نساء العالمين وزوجّها وصي رسول الله ويعسوب الدين الامام علي عليه السلام .

انها بضعة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم انها الوديعة التي اوصانا بها وبأسرتها المودة انها قدوة النساء وسيدتهن انها صرح الحق والمظلومية انها أم السادة الاطهار انها أم الشهداء الابرار انها صاحبة الضلع المكسور والقلب الحزين الذي عاش نكبات الامة وخسرانها على يد من سخطت عليهم بنت نبي الرحمة وقلدتهم الامة مكانة والقاباً !! . كانت ولادتها عليها السلام بحضور نساء من السماء وحور عين بعد ان قاطعت النساء السيدة خديجة سلام الله عليها بعد زواجها من نبي الرحمة ولقد شع بمكة ليلة الولادة نور دخل جميع المنازل ، انه نور البتول الصديقة الطاهرة العالمة المحدثة ، انه نور الايمان و الهداية لامة مالبثت تظلم ال محمد محاولة ان تطفىء نوراً ابى الله الا ان يظهره على الدين كله ولو كره المشركون .

لقد تم اعتبار يوم ولادة الزهراء في العشرين من جمادي الثاني يوماً للمرأة في العراق الجديد فهنيئاً للمرأة العراقية هذا التكريم وهنيئاً لها عيدها الذي يكفيها فخراً انه يوم ولادة الزهراء عليها السلام ، ولما كانت الكلمات كلها لا تكفي لوصف سيدة نساء العالمين ودورها في حفظ الاسلام ليس لي الا ان اقطف زهرة من حدائق كلماتها الرائعة وها انا ذا اختار من درر كلماتها قولاً لطالما اطلت فيه النظر والتفكر لما له من عمق ومدلول ومساحة للتصرف والعمل ونصه : ( خير للمرأة ان لا ترى رجل ولا رجل يراها ) .

ان لكلمة خير في هذا القول معان ومعاني فالمقولة لا تجزم وفي نفس الوقت لا تفسح المجال الواسع انها مقولة لكل العصور ففيها النتيجة الصحيحة الحافظة لعزة المرأة وكرامتها وفيها الاستثناء في الحالات الخاصة وزمن يصعب فيه تحقيق عزة المرأة فاما ان تكون المراة هي من تتعمد ان تحط من قدرها معاذ الله بعد ان تطرق مسامعها الى دعاة الحرية والمساواة الكاذبة البعيدة عن مقاومات الاسلام الهادفة للنيل من نصف المجتمع الثاني والتفاضل عليه وليس التكامل معه وزج نفسها في مسار يُنسيها ما وُجدت من اجله ودورها المقدر من الله عز وجل .

واما ان تكون الحياة من القسوة بحيث تـُخرج المخدرة من دارها طلباً للعمل في مجتمع قاسي يتطلب منها قوة وصلابة وشجاعة واباء للمحافظة على عنفوانها وكرامتها في حرب باردة لتحقيق توازن صعب المنال ولعمري كأني بك سيدتي على بينة بما ستؤول اليه امور المسلمين لتسبقي المقولة بكلمة خير فالعكس ليس شراً وانما قد يقود اليه معاذ الله وقد يتسبب لارق كائن على وجه البسيطة بالالام وهذا ما لا يرضاه دين سمح كدين الاسلام الذي مجد المرأة وكرمها باعلى الدرجات .

اليوم يا سيدتي تعيش المراة العراقية أياما عصيبة امتدادا لفترة حكم فيها اشقى الناس بلدنا ليقدم لها بيد لقب ماجدة وليسلبها الزوج والابناء والكرامة والذهب وحتى الضفائر في اليد الاخرى لقد حث الطاغية الماجدة حينها على ان تلد اولاداً ليرميهم هو في ساحات الحروب وشجعها على لبس الزي الاخضر البغيض باسم مساندة الرجل !! واللاتي عرفن الحقيقة مبكراً وابينّ الا ان تكون الزهراء ع لهن قدوة ونبراساً فلقد سلبهن الاولاد والرجال في مقابر غير معروفة الموقع وليصيب المجتمع العراقي زلزال مدمر عشنا سلبياته لاكثر من عقدين ولتستمر الماساة ليومنا هذه رغم زوال الصخرة الجاثمة على صدر العراق الا ان المسمى الجديد الا وهو الارهاب يسري في مجتمعنا بذات المسير ليجعل من الشباب والرجال هدفاً لهم وخاصة معتنقي المذهب الجعفري الشريف .

وهنا يا سيدتي تجد المراة نفسها مطالبة لتوفير لقمة العيش لابنائها بعد غياب الاب وحتى في وجوده والفتاة مطالبة بدعم اسرتها التي تحتاجها بعد فقد الشبان والرجال وليس لها بد من ذلك ولتواجه المجتمع والارهاب معاً ولتكون مطالبة بحفظ دينها وكيانها وان تكون صورة تشع منها كل معاني احترام النفس والدين ليتحسسه الاخرون فيعكسون لها في تصرفاتهم ذات الاحترام والتقدير ومن جانب اخر لابد لها ان لا تغفل عن مسؤوليتها الاولى ان كانت اماً لاولاد وبنات اصبحوا الان هدفاً للارهاب الاعلامي ولابد لها من اتقان عملها وخلق توازن بين كل ما اسلفت . فأي امراة هذه التي نتكلم عنها وان كان المجتمع لا يخلو من هكذا امثلة رائعة لكن ومن باب المصداقية في الطرح فان القابليات متفاوتة عند البشر ومن العسير وليس المستحيل ان تستطيع كل امراة تحمل كل ذلك بدون معونة ومساعدة من المجتمع وان كان المجتمع جميعه يعاني فعند ذلك تصعب المسائلة وتتعقد اكثر سيما وان زمن المعاناة قد طال .

واليوم يطرق ابوابنا هم جديد وهو التهجير بنوعيه القسري المباشر والطوعي بالاجبار !! ولنجد يا مولاتي انفسنا في مكان جديد وسعيد الحظ منا من تمكن من الفرار بحقيبة ملابسه وجميع اهله فلبعض يُقتل رجالهم ويهجرون في بانوراما حزن عراقية لا تتوقف ولتجد المراة المؤمنة نفسها امام خيار وحيد الا وهو التصدي لهذا الموقف الصعب في العمل فجميع الاسرة لابد لهم ان يعملوا ليبنوا بيتاً وحياة مبتدئين من الصفر بعد معاناة طويلة في تكوين منزل يسلبه الارهاب او التفجير في لحظة.

ها نحن سيدتي نشد ازرنا بحبكم ونحسب كل الذي يـُسلب منا لاجل حبكم رخيصاً ولنستمر ولتستمر المراة في معاناة مستمرة كبيرة على كائنة رقيقة كألمراة وعندما نشير لذلك فليس معناه ان المرأة لا تستطيع تحمل المسؤولية او انها غير قادرة الا اننا نتكلم بوجه العموم الذي يشمل الجميع هذا من جانب ومن جانب اخر فان المراة عندما تعمل وهي مجبرة على الامر وعلى التزام اسرة سيجعل منها ضحية لاحباط فاي امراة ناجحة في عملها يتطلب منها اولا عشقها وقناعتها بما تعمل وان تتمتع بشخيصة تؤهلها لهذا الامر وان يكون عملها ليس الهدف منه بشكل الاساسي المال والذي هو من تخصص الرجل وواجبه الذي خلق لاجله ورغم كل هذه المعاناة تبقى معاناة خفية للعراقيات في الغربة والتي لايمكن ان انساهن في يوم كهذا فهذه المراة معاناتها في غاية الصعوبة بين العيش في مجتمع بعيد كل البعد عن قيم الاسلام وترى اولادها يكبرون في هكذا مجتمع ولتكبر معهم مخاوفها فاعانهن الله على هذا الامتحان الصعب .

وفي هذه الليلة المباركة نسال الله عز وجل ان يرفع هذه الغمة عن هذه الامة بحق الزهراء عليها السلام وان يصبر قلوب العراقيات الصابرات المحتسبات في كل ارجاء العالم وان يمن على بلدانا بالامن والامان . اللهم صل على فاطمة الزهراء ووالي من والها وعادي من عاداها واظلم من ظلمها .

 خادمة خدمة الزهراء المهندسة بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
جنة العراق
2007-07-06
اجمل التبريكات للمراة العراقية وللمراة المسلمة بمناسبة ذكرى ميلاد نور انوار ال محمد عليهم السلام الا وهو ميلاد الزهراء عليها السلام ونسأل الباري ان يحفظ شعبنا العراقي من كل شر وان يسود الامن والطمأنينة في ربوع بلدنا الحبيب
ام علي
2007-07-06
مبارك عليكم وعلى كل موالين ال محمد ع مولد الصديقة الطاهرة ع ونسأل الله ان يعيد هذا اليوم على شعبنا الطيب بالخير والسلامة والامن والامان
النجفي_مو مهندس_
2007-07-05
امين اسال الله ان يستجيب لدعائك
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك