المقالات

خطورة الإنقياد الأعمى خلف "شبكات التواصل الإجتماعي" بمجالها الخبري

1786 19:39:46 2014-03-04

بقلم : محمد ابو رغيف الموسوي

منذ إنبلاج القرن الواحد والعشرين وما حمله من ثورة معلوماتية متجددة , و"شبكات التواصل الإجتماعي" وبمختلف مجالاتها وأسمائها باتت تَحتل مساحة متنامية من حياة عشرات بل مئات الملايين من البشر الذين يرون فيها ضرورة حياتية وإلزاماً إجتماعياً يُمكنهـُم من الإطلاع والتواصل . إلا إن هذه الوسائل وأخذاً بما تشهده الساحة العالمية والعربية من تقلبات سياسية عاتية وتصارعات ميدانية دامية , ولما فيها ( الوسائل ) من سهولة في تحرير النص ونشر الصور بل وحتى البث الحي والمباشر للحدث الجاري على يد الهواة فضلاً عن أهل الإختصاص . باتت تشكل مصدراً لا يُستغنى عنه في نقل وتعميم الخبر الصحفي . لما وجـّد عند عموم المتابعين وبلا إستثناء . من إنحياز واضح بل وتحريف فاضح للوقائع على يَدْ كـُبريات وسائل الإعلام العربية وخصوصاً المرئية مِنها (الفضائيات الإخبارية) والمقروءة (الصحف السياسية) تبعاً لتوجهات الدول الممولة والراعية لنشاط تلك الوسائل , فمن هنا حلت "شبكات التواصل الإجتماعي" وكما يراها المتابعين , كبديل مـُحايد ومستقل عن الإرادة السياسية المُسيرة للوسائل الإعلامية المعروفة , ولتشكل بحد ذاتها مصدراً خبرياً يُعتمد عليه بل ويؤخذ به في بناء المواقف والأراء الشخصية والمؤسساتية .

إن الإنقياد الأعمى خلف ما يُنشر على صفحات "شبكات التواصل الإجتماعي" المُختلفة , له وبل تأكيد تأثير سلبي على حركة الشارع وعاطفة من فيه . ولعل هذا التأثير لهذه " الشبكات" يتطور وتبعاً لوعي الجمهور ومستواه الفكري والتعاملي إلى ما لا يُحمد حصوله من مظاهر التباغض والتقاطع بل وحتى التحارب بين جبهتين لم يستندا في كثير من مواقفهما وآرائهما إلا على مشاركة بثت بقصد أو بغير قصد من على صفحات " شبكات التواصل الإجتماعي" على يدْ (مجهول) لا يُعرف عنه إلا إسماً حركياً إتخذه لتغطية شخصيةٍ واقعية لا تحب أن تظهر بصفتها الصريحة عند نشر مثل تلك الأخبار من على تلك "الشبكات" .

إن المسؤولية التي تقع على عاتق كل متابع للأخبار السياسية ومساير للأحداث الميدانية , هي التأكد مما يقرأهُ ويسمعهُ بل وَحتى ما يراه من قبل من أسميـّهم بـ (وسطاء الفتنة) الذين باتوا يتفننون في نشر سموم الإشاعات والأخبار المُحرفة والمزوقة مستغلين في هذا الأمر جوانب ثلاثْ. الأول هو سهولة إستحصال المنبر الإجتماعي المفتوح والمَجاني والمتمثل في "شبكات التواصل الإجتماعي" والتي لا يتطلب التسجيل والنشر فيها أي وثيقة رسمية يمكن الإستدلال بها على الشخصية الحقيقية للمسجل أو الناشر . والجانب الثاني فهو نتاجات الجهل المُركب المتولدة عند طائفة كبيرة مِن المتابعين لهذه المنابر المفتوحة , وأما الجانب الثالث هو إنجرار "شبكات التواصل الإجتماعي" وفي كثير من أسمائها وعناوينها البراقة إلى مستنقع التبعية السياسية والميولات الشخصية , لتلتحق بـِركبْ وسائل الإعلام العربية الكُبرى (العميلة !!!) . ولتساهم هي الأخرى في ترسيخ مفهوم الجَهل المُركب عند المُتابعين بعدما جعلتهم يفقدون الأمل والثقة في وسيلة كانوا بالأمس القريب يعتبرونها المصداق الأعلى والتجلي الأكمل لمعاني الإستقلالية والا تبعية . ولتصنع مِنهم أدواتً يُرجع لها عند تنفيذ أي مخطط أو غرض هدفه تحقيق ما لا يمكن للحروب المادية الصريحة أن تحققه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك