( بقلم : علي حسين علي )
في أيار من العام الماضي صرح مسؤول كبير في وزارة الكهرباء بأنه يعد ويتعهد بأن يكون فصل الصيف الذي سيحل بعد شهر من اطلاق هذا التصريح، سيكون شهراً يشعر فيه المواطن بتحسن ملموس، وان المواطن سيحصل على ساعات أطول من الخدمة الكهربائية..ووقتها حذرنا المسؤول الكبير القادم الى منصبه تواً من الاخفاق ودعوناه للتحقق من قدرته على الايفاء قبل اطلاق الوعود..
كان المسؤول آنذاك قد حدد منتصف الشهر السادس من العام الماضي تاريخاً للتحسن في مجال الخدمة الكهربائية..غير ان الحال ساءت، وساعات الايصال قد تقلصت الى ساعتين في اليوم بعد أن كانت ثمانٍ!.وكتبنا وقتها في هذه الزاوية مذكرين المسؤول بما تعهد به مطالبين اياه بترشيد التصريحات.. وجاء الرد سريعاً من قبل المسؤول الكبير هو أن الارهاب كان وراء عدم تحقيقه لوعوده، وأنه ـ أي الارهاب ـ مسؤول عن اخفاقه في تحقيق أي تحسن!!.واستغربنا الرد، واستهجنه غيرنا، فالمسؤول الكبير في وزارة الكهرباء لم يهبط على العراق بالمظلة، وهو على اطلاع ، مثل أي مواطن عراقي، بأن الارهابيين ومنذ وقت طويل يقومون بتدمير خطوط نقل الطاقة الكهربائية، ويمنعون وصول الوقود الى المحطات المنتجة، وهم ايضاً -الإرهابيون ـ يسيطرون على محطات التوليد في بيجي وحديثة وغيرهما، ويستطيعون أن يوقفونها عن العمل متى شاءوا!.ومرّ العام ثقيلاً، والكهرباء الوطنية بالنسبة للمواطن، لم يعد اسمها ذو معنى..وجاءت المفاجأة قبل أيام إذ صرح نفس المسؤول الكبير بأن تحسناً على ساعات ايصال التيار الكهربائي للمواطنين سيطرأ بشكل ملحوظ اعتباراً من منتصف الشهر السادس من العام الحالي!! ويبدو أن لعرقوب أكثر من ابن ومئات الأحفاد !! كان عرقوب الأول قد توارى يعد ان نكث بوعده، فإن الكثير من أحفاده يملكون من الجرأة ما لم يكن يتمتع به الأب القائد في مجال اطلاق الوعود والاصرار على معاودة هذه العادة!.وألان..صرح مسؤول في وزارة الكهرباء بأن سبب عدم انتظام او حدوث تحسن في ايصال الكهرباء الى المواطنين يعود الى ان الارهابيين قد قطعوا طريق ايصال الوقود الى محطة الانتاج في المسيب ! ولا شك بأن هذا العذر يعد فتحاً كبيراً ولعل الموسوعة التي تدوّن أسماء من يتفوقون على الآخرين في شتى النشاطات تلتفت الى صاحبنا وتسجل له هذا الانجاز العظيم!!.
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)