بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين
في بأي حال من الاحوال، يصنف الجهد الميداني الوطني المناهض للأرهاب على خانة الرضا والقبول والترحيب الواسع والكبير من كافة قطاعات الشعب المخلصة، وبنفس الوقت يكسب هذا الجهد أهمية خاصة عندما يتحرك ضمن جغرافية المناطق الساخنة او ذات الحساسية الشديدة بسبب التداخلات المذهبية أو العرقية التي لازالت تلقي بظلالها الكثيفة على حركة الدولة وإدواتها الميدانية المتمثلة بالجيش والشرطة.
ربما لا شك فيه ان جهداً ميدانياً وطنياً كبيراً كانت العشائر العربية في غرب العراق قد قامت به تحت عنوان صحوة عشائر الأنبار لطرد عناصر القاعدة والجماعات المسلحة التي تستهدف اهدافاً مدنية وبشرية وبنى تحتية انتاجية واستهلاكية وخدمية وادارية وتربوية، وقد ظلت المناطق الغربية من البلاد تعيش حالة انعزال تام عن الحاضنة العراقية نتيجة تسلط تلك الزمر العمياء في حقدها على كل ما هو عراقي من بشر وارض وممتلكات، وربما كان للممارسة القاسية والدخيلة التي خدشت الكرامة الوطنية في تلك المناطق السبب الاساس في أنتفاضة عشائرنا العربية الغيورة ضد الجماعات الوافدة من بلدان شتى كافغانستان وباكستان والشيشان والصومال والجزائر والمغرب وسوريا والاردن والعربية السعودية وليبيا واليمن والعديد من الجنسيات الأخرى،هذة الظاهرة نجزم انها مرفوضة عند اهلنا أبناء العشائر العربية في غرب العراق، فنحن عراقيون ونعرف تماماً ماذا يعني ذلك لعشائر كالدليم والجميلات والكرابلة وشمر والعبيد والعكيدات وزبيد وغيرها من امهات القبائل العربية الكبيرة.وأذا استطاع اولئك الوافدون الى تلك المناطق فيها منذ عام او عامين او اكثر فأننا أيضاً ندرك الاسباب والظروف والمناخات السياسية والثقافية والنفسية التي أجبرت عشائرنا تلك على السكوت طيلة تلك المدة.
الآن وبعد ان هبت تلك العشائر في مواجهة تلك الجماعات استجدت ظواهر ربما لم تكن محسوبة بدقة لا من قبل الحكومة ولا من قبل العشائر نفسها، وهذه الظواهر تكاد تعيدنا إلى المربع الأول فيما إذا خضعت الى لعبة الموازنات الإقليمية أو الدولية التي دخلت على الخط خصوصاً لجهة التسليح العشوائي غير المنتظم على وفق قرارات وسياسات واضحة، وعندما يكون السلاح بأيد غير خاضعة لحسابات التجربة ومتطلباتها قدر ما يكون خاضعاً لانفعالات نفسية واجتماعية حادة، فإننا نكون قد وقعنا جميعاً في المحذور الذي يزيد في خطورته أضعافاً مضاعفة عن خطورة السلاح الميليشياوي الذي دفعنا ثمنه جميعاً دون ان نحصد منه سوى فقدان أبنائنا وبناتنا وتدمير منظومتنا القيمية الاجتماعية وحذار حذار ضرار من ذلك.
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)