بقلم : علي حسين علي
احتفل العراقيون يوم امس بذكرى اول ثورة تحررية في تأريخ بلدهم الحديث.. واذا كان التأريخ المعاصر يذكر الدور الكبير للإمام السيد محسن الحكيم (قدس) في عشرينيات القرن الماضي وموقف سماحته والمرجعية الدينية والعلماء المبجلين في تحريك الجماهير العراقية في كل الوطن ضد الاحتلال والثورة عليه، والمطالب التي رفعها الزعماء الدينيون والعشائريون التي لا تقبل بغير الاستقلال ورحيل القوات الاجنبية.مناسبة تلك الثورة الاصيلة احياها ابناء واحفاد قادتها وجماهير العراقيين في موقع شرارتها التي تحولت الى شعلة وهاجة للحرية، ليس للعراقيين وحدهم، بل لكل الثوار في العالم كله.وعندما يجتمع ابناء واحفاد قادة الثورة العراقية الاولى قريباً من مرقد الإمام علي بن ابي طالب (عليه السلام)، فانهم يستلهمون من نهجه وهديه ما يؤجج روح مقاومة الظلم ومجابهة الطغيان على امد العصور.. واذا كان الابناء يحملون ارث الاباء، فان ما يحمله آل الحكيم من ارث يظل دائماً يضعهم في مواجهة الطغاة الظلمة، ولن تكون تلك المواجهة وذلك التحدي من دون ثمن، فكان ثمن موقف هذه العائلة المجاهدة اكثر من سبعين شهيداً وكان شهيد المحراب آخر من التقى وجه ربه صابراً مظلوماً.في ذكرى ثورة العشرين، وفي عاصمتها النجف الاشرف، كان سماحة السيد عبد العزيز الحكيم زعيم الائتلاف العراقي الموحد، رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي حاضراً، ففي خطابه الذي القاه سماحة السيد عمار الحكيم نيابة عنه بمناسبة ذكرى ثورة العشرين قال السيد عبد العزيز الحكيم:(ان الشعب العراقي يعيش اليوم ظروفاً مشابهة لظروف ثورة العشرين) وجدد سماحته العهد للمراجعة الدينية المتمثلة بالامام السيستاني بالوقوف خلفها. واضاف زعيم الائتلاف:(ان النظام السياسي الذي قام بعد سقوط نظام الدكتاتورية الصدامية هو نظام ينتمي الى إدارة الشعب وهو أولى الناس به وهو من سيحافظ عليه).وذكر سماحته:(ندعو شيوخ العشائر وابناءها الى تكثيف الجهود من اجل تشكيل مجالس اسناد للحكومة لمشاركتها في الدفاع عن المشروع الوطني البعيد عن المصالح الشخصية). وسماحته بذلك يريد من زعماء العشائر وأبنائها القيام بذات الدور الشجاع والنبيل والمسؤول الذي وقفه ابان ثورة العشرين، فالوطن تقع مسؤولية حمايته على المخلصين من أبنائه، وقد اثبت الابناء بما لا يقبل الشك بانهم قد ذادوا عن حياض وطنهم وضحوا كثيراً من أجله، فما على الابناء والاحفاد الا نهج ذلك الطريق القويم واضاف سماحته مخاطباً ابناء العشائر العراقية:(اننا نطالبكم ان تبذلوا جهودكم في حفظ الامن في مناطقكم وعدم السماح لأي مجموعة المس بالمجتمع، ومن هنا نجدد تأكيدنا على ضرورة تشكيل اللجان الشعبية من أبناء المناطق لمساعدة الحكومة والاجهزة الامنية في بسط الامن) محذرا سماحته(ان المجاميع الارهابية التكفيرية اقترفت قبل ايام جريمة كبيرة حين استهدفت مرقد الامامين العسكريين (عليهما السلام). ولا يحتاج الامر هنا الى توضيح، فسماحته قد شخص العدو الذي يتربص بالعراقيين ارضاً وشعباً ومقدسات، والتكفيريين والصداميين بدقة، وكذلك حمل العراقيون ما لا يمكن لغيرهم القيام به، وهو التصدي للارهاب وتخليص العراق من شروره، وليس غير العراقيين الشرفاء من يقوم بهذه المهمة الصعبة، ومن نعم الله على هذا البلد ان جعل من ابنائه سياجاً لحمايته وحماية منجزات العراقيين وثمرة جهادهم وتضحياتهم لاكثر من ثمانية عقود والتمسك بها، وقال سماحته:(اننا نقدم النصيحة لكل من يفكر بالوصول للسلطة بغير الطريق السلمي والشرعي بأن الشعب لا يجامل وانما يعطي رأيه وحبه لمن يعمل لأجله).اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha