المقالات

لقد هرب الوزير


( بقلم : عبد المنعم فرج الله الاسدي )

تفاعلت خلال الأيام الماضية قضية وزير الثقافة العراقي أسعد الهاشمي .. حيث وجه القضاء له تهمة قتل ولديّ النائب في البرلمان العراقي مثال الآلوسي إضافة إلى تهم بدعم الإرهاب .  وعلى إثر ذلك إختفى السيد الوزير عن الأنظار .. ونحن هنا لا نريد أن نخوض في حيثيات هذه القضية ، ولا أن نردد قول بعضهم : الإنسان بريء حتى تثبت إدانته ، نريد أن نقول .. إلى أين تتجه دفة الحكم في العراق ؟؟

بالأمس القريب صدرت أحكام قضائية بحق عدد من وزراء العراق الجديد بتهم شتى .. دعم الإرهاب .. رشاوى .. إختلاس أموال .. فضائح يندى لها الجبين ، رغم أن الأحكام الصادرة بحق السادة الوزراء هؤلاء ـ حسب وجهة نظري ـ لا تتناسب وحجم الجرم الثابت عليهم .. هناك جرم مادي يستند عليه رجال القانون في اصدار الاحكام ، وهناك جرم آخر معنوي ربما لا يلتفت اليه رجال القانون وهو اشد اجراما من الاول . الشخص الذي يجلس على كرسي الوزارة ويرتكب مثل هذه الأعمال يجب أن تكون العقوبة أشد عليه من الآخرين ، لا أن تكون أخف . السيد الوزير وضع يده ـ يوم استلم مهامه ـ على المصحف الشريف والمقدس عند كل المسلمين .. ونطق لسانه أمام الاعلاميين وكاميراتهم التي تنقل الحدث مباشرة بالقسم الذي ـ يكسر الظهر ـ أن يكون هو أمينا على ما أستودع .. حافظا لحدود الله .. صائنا لحقوق عباده .. ولكن وبالنتيجة يتضح أنه كان قاتلا بشكل مباشر أو غير مباشر .. مرتشيا .. سارقا .. فهل أخذ القضاء كل ذلك بعين الإعتبار ؟؟ والأدهى أن كل ذلك يتزامن مع محاكمة وزراء النظام السابق .. حتى يخيل للجميع أن هؤلاء هم إمتداد لأولئك .. أين هرب الوزير ؟ بل كيف هرب الوزير ؟ وإلى متى سيبقى الوزير هاربا ؟ أسئلة سمعتها من أناس ليسوا من السياسة في شيء .. أناس أنهكتهم السنين العجاف ، إلا أن معاني أسئلتهم تنم عن تضلع في السياسة العراقية الجديدة .. أين وكيف ، إجابتهما حاضرة .. ولكن إلى متى سيبقى الوزير هاربا ؟؟ هذا ما لم يجب عليه أحد .. هل سيغفل التاريخ هروب هذا الوزير حتى وإن ألقي القبض عليه ؟ كلمة ( الهروب ) هي منقصة للشخصية الإنسانية إلا في حالة واحدة .. فالذي يهرب من القتال يسمى ( جبان ) ، والذي يهرب من الحب يسمى ( عديم الوفاء ) والذي يهرب من القانون يسمى ( مجرم ) ، أما الذي يهرب من الباطل إلى الحق فإنه يسمى ( مؤمن ) .. أي نوع من الهروب الذي سنطلقه على وزرائنا الهاربين ؟ هل هم هاربون من الباطل إلى الحق ؟ أم أنهم هاربون من العدالة والقانون ؟؟ وكم وزير حالي مرشح للهروب مستقبلا ؟ كيف ستعالج الحكومة هذا الوضع ؟ خصوصا وأن الفأس لم تقع على الرأس بعد .

عبد المنعم فرج الله الاسدي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
هادي سعيد
2007-07-05
هؤلاء المجرمين هم فعلا من اذناب صدام وهم فعلا امتداد له باجرامهم الخبيثة ، نطالب حكومتنا التي يجب ان تكون شريفة بمحاسبة هؤلاء المجرمين ونحن سنقف صفا واحدا مع السيد نوري المالكي بوجه المجرمين والارهابيين السفلة
حيدر
2007-07-01
السلام عليكم اعتقد انه من المفروض في مثل هذه الحالة نستخدم المثل القائل ( القافلة تسير وال... تنبح ) . القضاء مستقل والموضوع ابعد ما يكون عن الطائفية حيث ان الجاني والمجني عليه من طرف واحد فيجب الاستمرار بالاجراءات القضائية والادارية بعيداً عن السياسة ومن اراد تسيس الموضوع فسيكون الخاسر الاول الاخير . سحب يد الوزير سحب صلاحياته سحب امتيازاته تكليف وزير آخر بتمشية اعمال الوزارة تخويل صلاحية لأحد وكلائة . لحين البت في القضية . وايضاً اعتقد ان هذه القضية سوف تضع القضاء العراقي على المحك .
علي
2007-07-01
كم وزير حالي مرشح للهروب مستقبلاً ؟؟ كم عدد وزراء التوافق ؟؟ أظنهم ستة هؤلاء سيهربون بسبب اتهامهم بجرائم قتل ووزراء العراقية سارقين كالعادة وسيهربون أيضاً لم يبق إلا وزراء الائتلاف والتحالف الكردستاني والله أعلم .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك