( بقلم : ابو حسنين المنذري )
لعل الخبر ومتعلقاته لاتكاد تخلو منه وسائل الاعلام في الايام القليلة الماضية والان وهو خبر تورط واجرام وزير (الثقافة ) باعمال اجرامية مع سبق الاصرار والترصد ، واحدى اعماله الاجرامية هو المشاركة الفعلية والمخطط الرئيسي للعملية التي استهدفت النائب في البرلمان السيد مثال الالوسي وكان نتيجتها ان اغتالوا ولديه امام عينه ويا لحظة اسال الله عز و جل ان يعينه على ذلك المشهد المريع وهو يرى ولديه في اكياس الجثث .
وزير الثقافة هذا المنصب الحساس والذي يعتبر سيف ذو حدين و به يستطيع ان يثقف وينهض بالثقافة العراقية وبه يستطيع ان يصل بالمجتمع الى الحضيض وكلنا يذكر ان وزارة الثقافة والاعلام ايام الطاغية كان لها دور فعال في خدمة الطاغية اكثر من كل اجهزته القمعية وبسبب ذلك الغيت الوزارة من الوجود بعد السقوط ، اما منتسبيها اليوم يمارسون نفس الدور للارهابيين ، وعندما اعلن عن تاسيس وزارة للمثقفين في العراق تعني بالثقافة فقط ولا علاقة لها باعلام الدولة وطبقا للتقسيم المحاصصاتي او الوجود البرلماني صارت وزارة الثقافة من حصة عرب السنة فاسندت المهمة الى المطلوب للقضاء اسعد الهاشمي ( امام جامع الامام علي السلفي ) ، وهنا يتبادر الى الذهن امرين لا ثالث لهما هل ان المالكي لايعلم من هو اسعد الهاشمي ام يعلم ؟ اذا كان يعلم وتم تعينيه يكون هذا التعين الدليل القطعي على ارغام المالكي في قبول اسماء حكومته ، واذا قيل لا يعلم اقول انه امر غير منطقي ففي احدى جلسات البرلمان التي حضرها المالكي وحصلت مشادة كلامية مع عضو التوافق عبد الستار الجنابي وعندها قال المالكي ان ملفه الخاص بالعمليات الاجرامية موجود وسيعرضه على البرلمان ، فهذا يؤكد ان المالكي يعلم من هو الهاشمي ، كما ان الالوسي في اكثر من تصريح له افصح عن شخصية الهاشمي وما هي افكاره السلبية ، فهذا امر لا يقبل الشك ان التوافق قامت بتعين الهاشمي بهذا المنصب لغاية في نفسها ولعل الكل يتذكر ما قام به هذا الوزير من اعمال طائفية داخل وزارته اشار اليها وكيله جابر الجابري في رسالة نشرتها الصحف في حينها مع مقابلة تلفزيونية اجريت معه .
واليوم اختفى وزير الثقافة حاله حال ايهم السامرائي والجبوري والشعلان وبعد ايام سنسمع عنه انه في عمان في السفارة الامريكية لكي يمنح المنحة والفيزا معا ، هنا تبادر الى ذهني لماذا لا تمنح وزارة الثقافة الى الالوسي ، اولا انه عضو في البرلمان والاصوات التي حصل عليها كانت نقية خالصة وبجهوده فقط ، ثانيا هو من السنة كما يريد واضعي اسس تقسيم الوزارات ، اضافة الى ذلك فانه يتمتع بثقافة عالية واخلاص للعراقيين والعراق ، رابعا والاهم من هذا ان اغلب تصريحاته ولقاءاته تتسم بالوضوح والصراحة وكما ان له الرغبة الجامحة للقيام بما يخدم البلد فلو منح الوزارة فانه سيكون امام الامر الواقع وعندها يكون ملزم بترجمة تصريحاته الى عمل واعتقد انه سيفعل .
اعتقد ان المنصب لا يمنح الى الالوسي بامر من اجندة خفية لانه لو منح المنصب هنالك اوراق كثيرة ستنكشف على الملأ من تلك الاوراق التي يحتفظ بها الالوسي ، وكلنا يذكر اللقاء الذي جرى معه وايهم السامرائي من قناة العراقية كيف كشف الالوسي عن وثائق مهمة تدين السامرائي عندما كان وزيرا للكهرباء ولان السامرائي تحت الحماية الامريكية لم يتخذ اي اجراء ضده ولكن انتظر حتى خروجه من العراق عندها اصدرت المحكمة حكمها غيابيا واعتقد ان هذا ماسيحصل مع وزير الارهاب اسعد الهاشمي ، ولو ان الالوسي بقي مصرا على كشف ما لديه من اسماء متورطة بقتل ولديه فانه وبلا شك ستكون ضربة قاصمة لكتلة التوافق والتي اصلا هي متهمة في تورطها في الاعمال الارهابية وخصوصا رئيسها الذي طلب من الالوسي عدم ملاحقة ولده قضائيا كما ان امراء الارهاب السعوديين هم ايضا يتوسطون لانهاء هذه الفضيحة مع الالوسي .
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)