المقالات

ألا تخجـــل جبهتــا التــوافق والحــوار ؟


( بقلم : ماجد محمد )

منــذ دخولهمـا للعمليــة السياسيــة وحتــى الآن لــم تقــدم جبهتـــا التــوافق والحــوار أي خطــوة مســؤولــة تـُسجــل لهمــا كموقــف وطنــي نــزيه وشفــاف يخــدم العــراق وشعبـه , وكــل ما رأينـــاه منهمــا كــان محــاولات حثيثــة لعرقلـــة جميـــع القــرارات ذات الأهميـة والتي تلبــي طمــوح المواطـن المغلــوب على أمــره , ولــو سجلنـــا عــدد الإعـــتراضات التـي أقــدمت عليهــا هــاتــان الجبهــتـان لوجــدناها تفــوق ما سجلتـــه أحــزاب المعارضة في جميــع برلمانــات العــالم , فـي حــين إن طبيعـــة الـوضــع السياســي الحــالي لجبهــتي التوافــق والحــوار كمشـاركــيّن فعلــييّن بالسلطــتين التشريعيـــة والتنفيذيـــة لايسمـح لهمــا أن يتخــذا موقــف المعـــارض , فالمــوقـف أمــا يكــون معارضــة برلمانيــة أو يكــون مشاركـة وزاريـــة , ولايجــوز الجمــع بــين الموقفــين , وخــلاف ذلك هــو خــروج عن العقـــل والمنطــق والعــرف البرلمانــي المُتبـــع , صحيــح إننــا نعيــش اليــوم في العــراق حالــة من التخبــط واللامــألوف سببهمـــا الإحتــلال وشخصيــات هــاتان الجبهتــان إلا إن ذلك لايعنــي أن توصلنـــا التــوافق والحــوار الى حالـــة الفوضــى واللا تعقـــل الوظيفــي فــي توزيــع الأدوار وتقسيــم المسؤوليـــات وبعيـــدا عـن الإستحقــاق الإنتخابـــي الفعلـــي .

إن التعاطــي الأخــير لجبهتــي التوافــق والحــوار مـع قضيـــة وزيــر الثقافــة ( عن أهــل العــراق ) أسعــد الهاشمــي يعــتبر فعــلا قمــة الإستهتــار والإستهــزاء بالقيــم الأخــلاقية وبمشـاعـر المـواطـنين ويعطــي إنطبــاعا ً حقيقيــا عن عــدم إحــترام جبهــة التــوافق لإستقــلال القضــاء وللدستــور الــذي ينــص على أن لا أحــد فــوق القــانون وكــذلك إنعــدام الحــس الوطنــي لديهمــا وتفضيــل المنتمــي لهمـــا علــى المجتمــع العــراقي ككــل , مما يعنــي إنهمــا غــير أمينتــين لا على الـدولــة ولا على حقــوق الشعــب , وهــذه حالــة خطيــرة تستــوجـب من المحكمــة الدستوريـــة العليــا البــت الحــازم إزاءهــا وإلا سيستمــر العنــف والدمــار تحــت حصانــة يضمنهـــا القــانون وسينقســم شعــب العــراق الى فئــتين الأولــى فــوق القانــون تمــارس القتـــل والتدمــير دون قصــاص ولا مسـاءلة فــي حــين تعيــش الأخــرى ضحيـــة لهــا ودون أن يحميهـــا القــانون .

لقــد كــان عــــذر جبهــة التــوافق بتعليــق حضــورها لجلســات مجلــس النــواب غايــة في الغــرابة والإستهتــار , فــإذا كــان المتهمـون قــد شهــدوا على أسعــد الهاشمــي قســـرا ً وتحــت التعــذيب كمـا يدعــي بيــان الجبهـــة الــذي قــرأه النــائب عــلاء مكــي فــإن هنــالك آليــات قانــونية قضائيـــة يجــب إتباعهـــا للطعــن بقــرار قاضــي التحقيـــق لا أن تـُحمـّـل السلطــة التشريعيـــة بكاملهـــا مسؤوليـــة لاعــلاقة لهــا بهـــا ؟!!! فــي الــوقــت الــذي ينتظــر فيــه الشعــب من مجلــس النــواب قـوانينـــا تـُخــرجه من أزماتــه الحاليــة وتحــقق لــه الإستقــرار الإقتصــادي والأمنــي . بالإضافـــة الى أن سلطـــة القضــاء مستقلـــة تمامــا عن السلطــة التنفيذيـــة وضغـوطاتهـــا , فكيــف للتــوافق أن تحمـــل حكومــة السيــد المالكــي أمــرا هــو بعيـــد عن مسؤوليتهـــا وغــير خــاضع لإدارتهـــا وأوامرهـــا ؟؟؟ ويكفــي لجبهــة التــوافق إن إعتــراها شــك فــي ســير التحقيــق أن تطلــب إعــادة التحقيــق فــي محكمــة قضائيـــة أخــرى لا أن تعطــل القضــاء برمتـــه لمجــرد الظـــن و من بــاب أنصــر أخــاك ؟! ولا أعــرف النصــر هــنا على مــن ؟؟ والله لقــد أفقــدتنا جبهــة عــدنان الدليمــي رشــدنا وصــبرنا معهـــا ! .

وأخــيرا فلــرب سائــلا يتســاءل عن هــدف جبهتــــا التــوافق والحــوار من كــل هــذه الألاعيــب المكشوفــة والمسمــومة ؟ فنقــول إن هــاتين الجبهــتين همـــا حصــان طــروادة لدخــول حــزب البعــث للعمليـــة السياسيـــة لغــرض تعطيلهـــا أو عرقلتهــــا على أســوء تقـــدير , فهـــل فهمنـــا اللعبـــة ومكيدتهـــا ؟ إن كنــا كــذلك فلمــاذا نحـن ساكتـــون ؟؟؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك