المقالات

الملف الأمني .. مسارات الحل الغائبة


محمد حسن الساعدي

في تطور أمني غاية في الخطورة هجوم على مراب تابع لوزارة النقل في بغداد والذي يبعد عشرات الأمتار عن وزارتي النفط والداخلية ، وهي الكيس والعقل الذي يغذي ويحمي امن العراق ، هذا التطور والخطير في الملف الأمني يأتي في سياق الخروقات الأمنية التي يشهدها العراق عموماً ، بغداد بالخصوص ، والذي يعكس العجز الواضح في كيفية إدارة هذا الملف الحساس .هذا المرآب الذي يبعد أمتار قليلة عن قناة الجيش ، والتي تربط مدينة الثورة ببغداد ، إذ من يمر من هذا الشارع يعتقد انه في ثكنة عسكرية ، لانتشار قوات الأمن والجيش بصورة غير طبيعية ، نظراً لحساسية المكان ، ووجود وزارتين مهمتين في هذا الشارع كما قلنا سابقاً ، إذ أحبطت قوات مكافحة الإرهاب ، محاولة لاقتحام مبنى دائرة الوفود والمسافرين التابع لوزارة النقل شرقي بغداد، نفذها 6 إرهابيين ، فقتلت 4 منهم فيما قام اثنان منهما بتفجير أنفسهما بحزام ناسف ، يستقلون سيارة "كيا ستايركس" ، وهم محملون بالأحزمة الناسفة ، ويمرون من عشرات السيطرات ، ومئات الأفراد من الشرطة محملة بكمية كبيرة من مادة [c4 ] شديدة الانفجار ، وقوات الأمن المنتشرة في هذه المنطقة ؟وهنا بودنا أن نطرح تساؤل ، من أين خرجت هذه السيارة المحملة بالإرهابيين ، وكميات كبيرة من المتفجرات ، وهل مرت من السيطرات الأمنية أم لا؟ أذا كانت قد مرت من السيطرات الأمنية ، فهي جريمة كبرى ، وخيانة عظمة للوطن ، وان كانت قد مررت ، فتلك جريمة أعظم ؟!السنوات العشر الماضية أفرزت حقائق عديدة على المشهد السياسي العراقي؛ بحيث انعكست ولا تزال على العراق ومن المتوقع أن تعمل على تحديد مستقبله أيضاً؛ ولعل أهم هذه المحددات هو الدور الإقليمي في تشكيل الحياة السياسية في العراق الجديد ، والذي تتحرك خيوطه وفق هذه المحركات..وعليه فان البحث عن فهم أو تحليل الواقع العراق في الوقت الحاضر أو في المستقبل يجدر بالباحث تقصي أهداف ومصالح الدول اللاعبة في المشهد السياسي. فإذا استثنينا الادعاءات والتصريحات التي تتحدث عن السيادة في العراق، وتصاريح بعض المسؤولين عن الأمن في العراق المتحقق نتيجة فرض الأمن، وسيادة الحكومة فالعراق دولة يتنازعها أطراف متعددة؛ واستمرار المشروع السياسي في العراق الذي ابتدأ منذ العام 2003 على أخطائه القاتلة من استفراد بالرأي ، واللامبالاة لآلام الشعب العراقي ، والذي مل التصريحات الجوفاء والتي تخرج من هنا وهناك ، والتي أصبحت واضحة أنها ضحك على الناس الفقراء ، والتي يبدو اغلب السياسيين أصبحت تصريحاتهم لا يصدقها إلا هم ، ولا تنطلي على شعبنا الجريح ٠هذه الخروقات الخطيرة ، والتي تكررت مراراً ، بدء من تهريب السجناء ، إلى الهجوم على الدوائر الأمنية والخدمية ، تعكس وضعاً مأساوياً يعيشه المواطن العراقي ، أذا صبح الإرهاب يسير معنا ، وفي مدننا ودوائرنا ، ولا تعجب يوماً أن دخل أزقتنا وإحياءنا ؟لا عتب على الحكومة ، لانها يبدو عجزت تماماً عن صد هذه الهجمات ، ومنع تكرارها في بغداد ، في ظل فساد ينخر مؤسساته الأمنية ، ولكن أليس الأولى أن يكون هناك موقفاً سياسياً من البرلمان ، والتحالف الوطني ، والذي يعتبر اليوم هو الحاكم الفعلي للعراق ، أم انه أمسى كبيت تسكنه الأرواح .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2014-02-02
اخراج رجال الأمن من أعداء اهل البيت خارج بغداد
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك