( بقلم : فارس الطويل )
بعد بيان مؤتمر أهل الشر في العراق * ، الذي هدّد فيه الحكومة العراقياً علناً ، ( من مغبة اللعب بالنار !! ) ، وبأنـّهم لن ( يقفوا مكتوفي الايدي !! أزاء الاجراءات الطائفية التي تتخذها الحكومة والتي تنفذها بأوامر وتوجيهات ايرانية فارسية حاقدة !! على كل ماهو عربي واسلامي في بغداد !! ) ، إثر صدور المذكرة القضائية ، بالقبض على الإرهابي الوزير أسعد الهاشمي ، خرجت علينا جبهة ( التوافق ) ، ببيان آخر جديد ، يتناغم مع البيان السابق ، تستنكر فيه قيام القوات الأمنية بمداهمة منزل الوزير الإرهابي ، واعتقال جميع حراسه ، متهمة كعادتها وزارة الداخلية !! ، واستخبارات الداخلية !! في ( تلفيق تهمة !! ) للسيد وزير الثقافة !! ، حيث ( تم إعدادها مسبقاً في سجن العدالة أملوها إملاءًً على معتقلين فيه بعد تعذيبهم بطريقة وحشية وإجرامية وصلت إلى حد التهديد بالاعتداء الجنسي عليهم !! أو إجبارهم بالشهادة زوراً على وجود علاقة بين السيد وزير الثقافة وحادث مقتل نجلي النائب الالوسي !!! ) .
ولم يكتفِ بيان جبهة ( التوافق ) بذلك ، بل أسهبَ هذه المرة ، في الحديث عن تلك الطرق ( غير القانونية والوحشية في استجواب موقوفين في سجن العدالة التابع لوزارة الداخلية ) ، والتي كما يزعم ، ( أصبحت معلومة لدى القاصي والداني مما لا يتصوره العقل ولا يمت الى البشرية بصلة كقلع الاضافر !! وتكسير الأيادي !! وما يعرف بالثلاجة سيئة الصيت !! كل هذا يتم بعد الثانية عشر ليلاً حتى السادسة صباحاً بعيداً عن رقابة أي جهة رسمية أو إنسانية ممكن أن تكشف هذه الخروقات !!!).
ماذا يمكن للمرء ، أن يستشف من قراءة هذا البيان الكارثة ، الذي يصدر من طرف رئيسي مشارك في حكومة الوحدة الوطنية ، وفي ظروف أمنية قاسية جداً ، يواجه فيها العراق إرهاباً مسعوراً ، تدعمه أطراف داخلية وأقليمية ، تسعى لتدمير العملية السياسية الجديدة ، وإعادة العراق إلى عهد الدكتاتورية ، والإستبداد ، وعرقلة كل مامن شأنه أن يدفع به نحو بوابة الديمقراطية ، والتقدم الإقتصادي ، والنهوض الحضاري ؟.
هل يجوز إعتبار من يشكك دائماً في عمل الحكومة ، وبهذه الصورة التسقيطية ، ويقذف أجهزتها الأمنية ، التي تواجه ، بقوة ، عصابات الإرهاب والشر ، بأنواع التهم والإفتراءات الجاهزة ، التي تشوّه سمعتها ، وتطعن في مصداقيتها ، وتحرِّض على مقاومتها ، وضربها .. هل يجوز إعتباره شريكاً في الحكومة ، أم عدواً شرساً لها ، لايختلف في منهجه وأساليبه عن الإرهابيين ... ؟
وهل يعقل أن يقوم عراقي وطني ، ومخلص ، حريص على نجاح حكومته في القضاء على الإرهاب والجريمة ، وتحرير أرض العراق من شروره وكلابه ، بالعمل ، وبإصرار يثير القرف والغضب ، على تلطيخ سمعة وشرف منتسبي وزارة الداخلية ، والدفاع ، والقضاء ، والنيل من وطنيتهم وتضحياتهم ، وتقديم المبررات ، والذرائع ، للمقاومة الداعرة ، لإغتيالهم وتصفيتهم ، واستهداف مراكزهم ، ودوائرهم ، والدفاع عن الإرهابيين ، والتستر على جرائمهم النكـراء .. ؟ولاأدري كيف تسكت الحكومة العراقية ، والبرلمان العراقي ، على مثل هذه البيانات التحريضية ، والطائفية ، التي لاتختلف في نبرتها ، وقذارتها ، عن تلك البيانات التي تصدرها عصابات القاعدة والبعث في بعض مواقع الإنترنيت التابعة أو المؤيدة لهم .. ؟. وكيف تقبل وزارة الداخلية ، أيضا ، مثل هذه الإفتراءات ، والأراجيف ، التي تستهدف سمعتها ، وسمعة منتسبيها ، بل وتفتح الباب على مصراعيه ، أمام أعداء العراق ، وأوكار الشر ، للتشهير بالحكومة ، وذرف دموع التماسيح على حقوق الإنسان الإرهابي ، والعزف على وتر ( قتل أبناء السنة ) ، والضغط على الحكومة لوقف حملتها ( المتعثرة أصلاً ) ضد بؤر الإرهاب ، والإجرام ، بحجج سقيمة وفجة ، تبيّن كذبها ، وزيفها ، وفاحت رائحتها الطائفية النتنة ، وانفضح خبثها .. ؟.لماذا لاتُفعـِّل الحكومة ، قانون مكافحة الإرهاب ؟ولماذا لايتحرّك القضاء العراقي ، وأعضاء البرلمان ، لمحاسبة هؤلاء الأوغاد ، الذين يعبثون بأمن العراق ، ويتاجرون بدماء أبنائه ، ويدفعون بالوطن ، ومستقبله ، نحو الكارثة ، التي لاخلاص منها ، إلاّ بعودة الدكتاتورية ، مرة أخرى .. ؟وهل هناك ، بعد كل ذلك ، من جدوى من التشبث بشعرة معاوية ، مع جبهة ( التوافق ) ، التي أثبتت الأيام ، والأحداث ، بأنها لايمكن أن تكون شريكاً جدياً ، وصادقاً ، ومخلصاً للحكومة ، بل أنّ وجودها صار آفة خطيرة ، تنهش جسد الحكومة ، وتعرقل خططها في الأمن ، والبناء ، وتقضي على كل أمل في نجاح العملية السياسية ..
-----------* موضوع سابق للكاتب
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)