المقالات

بغداد بيتي وصلاتي ووطني

2162 01:08:00 2007-06-29

لاسابيع خلت أشبعتني فيها المواقع والقنوات اخباراً مؤلمة عن عراقنا عراق الخير ودرتها بغداد الحبيبة احسست خلالها بحزن وخوف لم اعرف له قريناً في حياتي وكأني بمعالم بغداد تودعني الواحدة بعد الاخرى بعد ان ودعتها على مضض منتقلة الى مكان اكثر امنناً من منطقتنا التي تشهد حملات تهجير واسعة ضد معتنقي المذهب الجعفري .

غدا النوم امنية لجفوني الساهرة وكيف اغفو وجفوف عاصمتي دامية بدماء الشباب وايادي اليتامى تطرق باب ضميري الذي لايسعه فعل شيء ،كيف اغفو وانا مترقبة خبراً محزنا ً يلتف حول عنق يوم جديد ،كيف اغفو في ليلة اخشى ان يجليها نهار لا اجد من بغداد غير حروفها ؟!!

هكذا مرت الليالي عليّ انتظر ان يغفى الجميع لابكي على مذهبي المظلوم واهل بيت نبوة مظلومين وشعب مظلوم وقبة مهدمة ونخلة محترقة وشاب معوق وطفل محترق وشيخ يمسح دموعه بيديه ومقالة حزينة وخبر عاجل وصديقة بعيدة وقبر لعزيز وجار مهجر واخر مسفر ومكتبة يملئها الغبار وحديقة جفت من العطش وضحكات تبددت في منزل مهجور وحضن اب غائب ومستقبل مجهول .

وكم استغفرت الله وسلمت له امري وامر بلدي ودعوته وترجيته في صبر طويل او اجل قريب ينهي فصول حياتنا الحزينة ولما كانت عيوني لا يتعبها كل هذا البكاء كنت اتوجه الى الانترنيت عساني اتلقف صديقة من بغداد او جيران يطمئنوني عن الوضع بعد ان غفت كل الهواتف الارضية وكم من المرات اخرج من الانترنيت بهم اكبر من الذي دخلت به فلا اجد احداً فيزداد قلقي وافكاري المريبة فاتوجه الى الاخبار ليزداد الامر سوءا فمن صور رهيبة لاطفال متفحمة الى قبة تجعل الصخر يبكي الماً الى ايتام او معوقين في حالة صعبة الى وزراء ارهابيين الى سياسين منافقين ومتشدقين بالظلم والعدوان .

غدت ايامي صعبة ورغم هذا كنت اهون على من حالته اصعب من حالتي بابتسامة وقفشة من هنا و قصة تجعلنا نحمد الله على ما نحن فيه من هناك ولطالما رفعت سماعة الهاتف لاتكلم مع احدى صديقاتي علنّي اخفف عن همومي الا انني اجد نفسي مستمعة مصبرة لتنهي كلامها متسائلة وكيف حالكِ؟ فاخبرها باني على مايرام !!!

وقبيل ايام قلائل أقامت العائلة مع مجموعة من العوائل سفرة الى مكان ما للترفيه عن نفس المهجرين ووجدتها فرصة ربما تقشع غيمة حجبت شمس املي المشرق دوماً ، جمعت اغراضي وذهبت وقد صادف ان رافقتنا عائلة قادمة من خارج الوطن من المغتربين الذين طالت غربتهم حتى جلبوا اولادهم شباباً وشابات .صعدنا الى السيارة ومعنا عُدة السفرات التي عُرف بها العراقيون من ( المنقلة وترمز الشاي الكبير والكعك والرقي ... الخ ) وفي منتصف الطريق اقترحت احدى الاخوات ،فلقد كانت السفرة نسوية ،بان تسقينا من شاي الحصة فوافقنا وبدات البنات بانشاد بعض الموشحات الدينية وافراح لاهل البيت عليهم السلام وهنا بدأت النسوة بالكلام عن الوضع فلقد استغربت الاخت القادمة من الخارج ما تشاهده وكذا من اتت من بغداد وكربلاء والبصرة وكل المحافظات واستمر الكلام حتى دب الحزن في قلوبنا رغم جمال الطريق وهنا شجعت البنات الى البحث عن اناشيد جميلة تتغنى بحب علي ابن ابي طالب فهو اصبر الصابرين علنا نصبر على ما نحن فيه .

هنا فاجئتنا احد البنات العراقيات التي لا تعرف من العراق سوى حروفه فلقد ولدت في الخارج فلقد وقفت هذه الشابة اليافعة مصفقة ومرددة بصوت عال اغنية قديمة ( جنة جنة جنة والله يا وطنا ياوطن ياحبيب يبو تراب الطيب حتى نارك جنة ) وهنا لم تنزل دمعتي وانما قفزت من مقلتي وقفزتُ انا بجوار الفتاة معينة لها في هذه الكلمات الجميلة فهذه الشابة تتلفظها بصعوبة فحتى اللهجة العراقية ضاعت في فم العراقيين المغتربين خاصة اليافعين منهم !!.

هذا الموقف لا يمكن ان تسعه الكلمات فلقد كان صوت التصفيق اعلى من الكلمات لان كل صوت كان يرددها يختنق بعبرته فيتلقف الكلمات فم اخر محاولا ان يكمل ودموعنا مخالطة ابتسامتنا وهنا وقف السائق الذي تأثر بدوره وترجل عن السيارة لنكمل نحن داخل السيارة لنسمع طرق باب السيارة لاكثر من مرة فالسائق المسكين يريد افهامنا اننا وصلنا الى المكان الا اننا استمرينا بما نحن فيه ويبدو ان الذي كان ينقصنا هو امل وتجديد حب لوطن جريح وقلوب تعانق بعضها ولا تبعدها المسافات ولسنا بحاجة للترفيه في مكان اخر .

نعم لقد احيت فيّ تلك الشابة الصغيرة ما قررت الظروف ان تطمره في اعماقي الحزينة رغم كل محاولاتي في دفع الامر عن ذاتي التي ما عانت يوماً الماً كهذا .

رجعت لداري مسرورة رغم انني بعيدة عن بغداد عاصمتي وقررت انني على العهد لبغدادي لن انساها ابداً غير انني لن اجعل احزانها تقتلني فان هدموا جسر الصرافية فلن يهدموا ذكرى مروري عليه لاول واخر مرة مع صديقتي متوجهين لاستلام ارواب التخرج وان هدموا جامعتي فلي صور جميلة في اركانها وان قتلوا اساتذتي فكلامهم في قلبي وعقلي وان اشتقت لجيراني فلي باب قريبة اجد فيها جار جديد وان اختقنت لرؤية صديقة فكاميرة النت ربما تكون معينة لي لرؤيتها وطفلتها الجديدة وساحلم انني ساحضر ميلادها القادم وان هاجرت الصديقة الى حيث الغربة .

لن افكر بالطفل المتفحم لاني ساشغل تفكيري بانه هناك محلق في جنان الخلد مع شباب بعمر الورد وسأسئل الله ان يرفقني بهم وعلى طريقهم لن اتالم عن اليتامى بل سابحث عنهم في كل مكان ولن اتالم من الظلم لاني سانتظر اماماً يملىء الدنيا عدلا بعد ان ملئت جورا.بغداد حبيبتي بغداد بيتي وصلاتي ووطني بغداد مولدي وعرسي وكفني سانتظر لحظة الرجوع من غير دموع اعدك فحتى نارك جنة جنة.والسلام على خير خلق الله محمد واله الغر الميامين ونسالكم الدعاء

اختكم المهندسة بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
جنة العراق
2007-06-30
بوركتم وبورك هذا القلم الناطق بحب وعشق العراق حفظكم الله يابغداد لبغدادنا الغالية وننتظر المزيد منكم
احمد كامل
2007-06-29
السلام عليكم الكلمات جميلة ولكن ارجوكي ان تنظري من حولك كم من الناس يتكلمون كلام جميل ويشفي القلب او يذكر الحقيقة المؤلمة لكن متى يكون العمل بالنسبة لي انا ايوميا اتذكرا فريق المهندسين الذين فروا وقتلوا واتذكر عمالي الذين هجروا لكنني لا ازداد الا اصرار اكثر من الموت لكي اتمسك بغداد ونعمل وسوف نكون اقوى منهم وسترين في بداية السنة القادمة ستظهر اولى بشائر الكهرباء بالزيادة الملحوظة اننا نعمل وبدون خوف وبدون ان نتراجع ومهما كلفنا من اروحا
النجفي_مو مهندس_
2007-06-29
كلمات ليست كالكلمات
ام منتظر
2007-06-29
أعلل النفس بالامال ارقبها مااضيق العيش لولا فسحة الامل ..تحية تقدير واجلال لاختنا الكريمة المهندسة بغداد والمبدعة بكل شيء حتى بوصف مشاعرنا ونحن بعيدين عن بغداد انتٍ وقفتٍ على همومنا ونحن في الغربة وكيف ننتظر اي خبر عن عراقنا الجريح منذ اول نهارنا الى اخره وهموم العراق واهلنا الطيبين مرافقتنا بكل مكان بغربتنا ولكن ساكون مثلك ولاارى من بغدادنا الحبيبة الا كل جميل فيها وسانتظر معكٍ فرج امام عادل يملآ الارض عدلا وقسطا بعد ان ملئت جورا وظلما وسيبقى صبر ال محمد ع نورا نهتدي به مهما طال الجور علينا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك