المقالات

التسامح بين مَن ومَن ؟؟؟


بقلم : عبد المنعم فرج الله الأسدي

ضمن سلسلة المحاضرات التي يحتضنها بيت الحكمة في النجف الأشرف ألقى الدكتور عبد علي الخفاف عميد كلية الآداب جامعة الكوفة محاضرة بعنوان فلسفة التسامح واللا عنف في التعامل مع الآخر .. حيث استعرض الدكتور الخفاف ظاهرة العنف وأسبابها ونتائجها المدمرة للمجتمعات البشرية .ومن جملة الأمور التي ذكرت في المحاضرة هي إحصائية وضعها مختصون تفيد بأنه من أصل خمسة آلاف سنة هي عمر البشرية حصلت خمسة عشر ألف حرب .. وهذه الرقم هو أقل الأرقام التي ذكرت ..خمسة عشر ألف حرب خلال مدة زمنية تمتد لخمسة آلاف سنة بمعدل ثلاث حروب في السنة الواحدة !!!! رقم مخيف حقا .. ولكن ليس هنا مكمن الخوف الحقيقي .. الشيء المخيف هو تبعات هذه الحروب .. فعلى سبيل المثال الحرب العالمية الثانية وما زالـت تلقي بظلالها إلى اليوم على الكثير من بني البشر .لو افترضنا جدلا أن البشر إتفقوا ــ وهم لن يتفقوا أبدا ــ على أن يوقفوا جميع أشكال الحروب في أي مكان على الكرة الأرضية ... فكم من السنين ستحتاج البشرية لكي تتخلص من آثار حروبها السابقة ؟؟؟؟ كم ستحتاج من وقت لتعيش بسلام داخل مجتمعاتها ( المتحضرة ) ؟؟؟؟ كيف ستنسى الأجيال تلك الحروب ؟؟؟؟ هل أن فلسفة التسامح وعدم التعامل بعنف مع الآخر هي الحل ؟؟؟؟صحيح جدا أن الأديان السماوية قد ركزت على إشاعة ثقافة التسامح إلا أنه تتضح عدم الفائدة منها ما دام صراع الخير ضد الشر قائما .. وكما هو معلوم فإن صراع الخير ضد الشر ليس بالضرورة أن يكون بين أمة وأمة أخرى أو بين شعب وشعب آخر أو بين فئة وفئة أخرى .. ربما يكون الصراع داخل الشخص الواحد .. حيث يتصارع ضميره الحي مع نفسه الأمارة بالسوء .

فهل يمكن أن نشيع ثقافة التسامح بين الضمير الذي يدعو إلى الخير والمحبة ، وبين النفس الجامحة نحو إرتكاب الفواحش ، ما ظهر منها وما بطن ؟؟؟ متى ما استطعنا أن نوجد قاعة مشتركة للتسامح بين الخير والشر استطعنا عندئذ أن نشيع ثقافة التسامح بين الناس .. لكن ذلك مستحيل بحكم إستحالة إجتماع الخير مع الشر .إلا أنه يمكن أن تترسخ فلسفة التسامح بين الضمير الحي وضمير حي آخر .. بين شخص يؤمن بإنسانية الإنسان وآخر يؤمن بحق الجميع في الحياة .. يمكن أن يتسامح الشخص المؤمن بالقيم الدينية والأخلاقية والإنسانية النبيلة مع شخص يسعى لتحقيق أهداف مشروعة للناس .. في مثل هذه الحالات يمكن إشاعة فلسفة التسامح .لكن .. هل فعلا هذه الحالات هي بحاجة إلى ثقافة التسامح ؟؟؟؟؟؟؟؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك